يتسم الشعب الأوزبكستاني بالتسامح والنظام الفريد في التعايش بين العرقيات والقوميات المختلفة في توائم وانسجام، فأغلبية الشعب من المسلمين، وهناك أصحاب ديانات أخرى، ولكن الجميع تجمعهم روح المواطنة،وتهتم الدولة بأنها دولة مسلمة.
وسمح دستور البلاد لكل شخص بالمشاركة الكاملة في المجالات الاقتصادية والسياسية والقانونية والثقافية أياً كان عرقه أو دينه أو انتماؤه.
ويأتي رمضان في أوزبكستان ليذكّر المسلمين بعظمة تاريخهم وحضارتهم وتراثهم، فيهبوا ملبين دعوة أجدادهم العلماء، فتمتلئ المساجد عن آخرها، ويفترشوا الطرقات التي طالما سار عليها أسلافهم لأداء صلاة التراويح، حيث تكتظ المساجد الكبرى بالمصلين مثل مساجد حضرة إمام وكوكشا والحاجة أخرور والي ومينور، ومسجد نمازغاه، وسمرقند وغيرها.
ولا تختلف الطقوس الرمضانية لدى المسلمين في أوزبكستان كثيراً عن بقية الجمهوريات الإسلامية في آسيا فيما يتعلق بممارسة العادات والعبادات والطقوس الرمضانية:
فمنذ اليوم الأول من رمضان يبدأ الاستعداد لموائد الإفطار، فيدعون بعضهم البعض لحفلات إفطار جماعية، ويتوافد الضيوف على صاحب الدعوة قبيل المغرب، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 100 ضيف، وقد استعد صاحب الدعوة لذلك بذبح عدد من المواشي وتجهيز طاقم خدمة من أهله وأقاربه، ولا يجلسون معهم على الإفطار، بل يقومون بخدمتهم فلا يوضع الطعام دفعة واحدة، بل على عدة مراحل، وعند الانتهاء من الإفطار يقوم صاحب المنزل بإقامة صلاة المغرب، ليبدأ المدعوون بتناول وجبة الإفطار الرئيسية يعقبها تناول الشاي الأسود والأخضر مع المكسرات والفاكهة.
والمائدة الأوزبكية مرتبطة بثقافة الشعب، حيث تشتهر أوزبكستان بزراعة الخضروات والفواكه والحبوب، إلى جانب تربية الماشية في الوديان الخصبة التي كانت مصدر اللحوم في معظم الأطباق، ولذلك يعد المطبخ الأوزبكي واحداً من المأكولات الأكثر شهرة في آسيا الوسطى، من حيث تعدد أسماء أطباق المواد الغذائية الأوزبكية مثل:“الأرز البخاري والمانتو، والشيشبرك، وغيرها من الأطباق المشهورة” برائحتها المميزة وتنوعها، كما أن العديد من المأكولات والوصفات الأوزبكية لها تاريخ يعود إلى عدة قرون، وتتميز المائدة الأوزبكية باستخدام واسع من اللحوم، لحم الضأن، ولحم البقر، ولحم الخيل، وكل منطقة من أوزبكستان لها طريقة خاصة في الطهي، وطبق «البلوف» باللغة الروسية و«أش» باللغة الأوزبكية من أشهر الأطباق في البلاد، وهو عبارة عن الأرز واللحم المتبل، ويتم طهيه على نار هادئة.
ومن العادات الأوزبكية خلال شهر رمضان يقوم الأغنياء بذبح خروف أو أكثر وتوزيعه على الأقارب والجيران وتسمى «قربنليك» بالأوزبكية، وتعود بالأساس إلى كلمة قربان بالعربية.
ويحرص المسلمون خلال شهر رمضان الفضيل في أغلب المدن والقرى الأوزبكية على التزاور وصلة الرحم وتقديم الصدقات وتجهيز الموائد على رأس الطرقات للفوز بإفطار صائم.
ومن تمام كرم أهل أوزبكستان القيام بالإفطار مع ضيوفهم خارج المنزل، كما تنشط كذلك الجمعيات والهيئات الخيرية الإسلامية في هذا الشهر المبارك، فتقوم بتنفيذ العديد من المشاريع الإغاثية والإنسانية المتمثلة في إفطار الصائم، وكسوة العيد، ومد يد العون والمساعدة للأيتام.