عائدة بن عمر تكتب: فجيعة زلزال القرن الإنسانية

رغم كل ما حمله زلزال القرن من فجيعة إنسانية بفقدان الآلاف من الأحبة وما تركه من دمار إلا أن تسليمنا بقضاء الله وقدره يجعلنا نسلم بحكمة الله تعالى ..

وبرغم هول المأساة يمكن للمرء أن يتلمس بعضا من عوامل الخير في هذه الأمة التي تداعت من أقاصي ارض الإسلام دعاءا وتضامناً مع ما أصاب أخوتهم المسلمين في تركيا، تصديقا لحديث رسول الله ﷺ:

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

فلأول مرة كان زلزال القرن الذي شاءت حكمة الباري أن يتزامن مع مرور مئة عام على نتائج الحرب الكونية الأولى

التي حاول من خلالها الغرب أن يمزق جسد أمة الإسلام بحدود رسمها الكبار ممن فازوا بتلك الجولة من الحرب،

فكانت حكمة الله أن تكون دماء الضحايا زلزالا يهدم تلك الأسوار بين امة المصطفى ﷺ،

فحتى الأرض تحركت عبر كل تلك الحدود في لحظة واحدة لنسمع استغاثة المسلم التركي تختلط مع صرخات المنكوبين في شمال سوريا لتجد صداها في كشمير عبر الهملايا.

فجيعة أخرست الأصوات

فجيعة الزلزال أخرست ولو إلى حين كل تلك الأصوات

التي جعلت من قضية اللجوء السوري فرصة للاستثمار السياسي العنصري البغيض

الذي كانت تنطلق على وتيرة تقودها وتغذيها بعض الدول الأوربية عبر الحدود.

فليس تفصيلا أن تجد المسلم في باكستان يتبرع لما يملك وهو الذي يعيش شظف العيش،

وليس تفصيلا أن تتعالى أصوات المسلمين بالدعاء عبر كل المحيطات.

الزلزال أعاد للأذهان صورة الأخ الرئيس اردوغان في مشهد الأخ الذي تختاره الأقدار ليكون رجل المرحلة.

وأخيرا وليس آخرا كسفت لنا هذه الفاجعة أن تركيا تمثل مركز الشرق الأوسط فإذا تعرضت لا سامح الله لسوء فان ذلك السوء سيشمل كل الخارطة،

وبالتالي فان امن تركيا اليوم ووحدة أراضيها أصبحت ضرورية لاستقرار كل الشرق الأوسط .

ومن هنا فان كارثة القرن رغم وجعها فإنها تمثل فرصة للجميع لإعادة حساباتهم وقراءة الخارطة وليعلموا أن سلامتهم ترتبط بسلامة تركيا فيصبح واجبا أن تكون أولويتهم الحفاظ على هذا البلد،

لأن زلزال تركيا سيشمل الجميع وسلامة تركيا هي سلامة للجميع.