– يوم 2 يونيو 2022م، أعلنت الأمم المتحدة اعتمادها تسجيل اسم تركيا بصيغة “Türkiye” عوضا عن “Turkey” في اللغات الأجنبية، بناء على طلب من أنقرة.
وتناول الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في أحد خطاباته مسألة تعديل صيغة اسم الدولة قائلا إن اسم “Türkiye” يعد “أفضل ممثل ومعبّر عن ثقافة وحضارة وقيم الشعب التركي” وأوصى أردوغان الشركات باستخدام عبارة “Made in Türkiye” بدلا من “Made in Turkey” على سلعها المخصصة للتصدير.
إذا كانت تركيا قامت بتعديل صغير في اسمها، فإن بلدانا أخرى غيّرت اسمها، وتخلّصت منه بكل بساطة، وهذا يجعلنا نرفع علامة الاستفهام: لماذا تغيّر بعض الدول أسماءها التاريخية؟
بلاد فارس = إيران
كمبوتشيا = كمبوديا
بورما = ميانمار
الضفة الشرقية = الأردن
الحبشة = إثيوبيا
بيتشوانا = بوتسوانا
سيلان = سريلانكا
زائير = جمهورية الكونغو الديمقراطية
باكستان الشرقية = بنجلاديش
الهند الشرقية = إندونيسيا
روديسيا = زيمبابوي
أوبانجي-شاري = أفريقيا الوسطى
السودان الفرنسي = مالي
ساحل العاج = كوت ديفوار
فولتا العليا = بوركينا فاسو
جمهورية التشيك = تشيكيا
الرأس الأخضر = كابو فيردي
داهومي = بنين
هولندا = ندرلاند
(قرَّرت الحكومة الهولندية التوقُّف عن الإشارة إلى نفسها في اللغة الإنجليزية باسم “Holland”، واستخدام اسمها الحقيقي فقط “Netherlands”، في محاولةٍ منها لرسم هيكلة لصورتها أمام العالم)
– واتخذت دول أخرى أسماء جديدة بعد تفكك الدولة الفيدرالية التي كانت تنتمي إليها، مثل الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.
– تغيير الاسم يكون لأسباب كثيرة: سياسية واقتصادية ودينية ومحلية وديكتاتورية… إلخ
– يقول الكاتب السوداني “مصطفى البطل”:
المعنى التاريخي المستبطن في تسمية السودان معنى عدائي مستوحش، وإلا لما عيّرنا بسوادنا رفاعة رافع الطهطاوي بقوله:
ومـا السـودانُ قـطُ مُـقـامُ مـثلي
ولا سَــلمــاي فـيـه ولا سَـعـادي
بــهـا ريـحُ السـمـومُ يـشـم مـنـه
زفـيـرَ لظـى فـلا يُـطـفـيـه وادي
عــواصــفــهـا صـبـاحـاً أو مـسـاءً
دوامــاً فــي اضــطــراب واطّــراد
ونــصــفُ القــوم أكــثــره وحــوشٌ
وبـعـضُ القـوم أشـبـهُ بـالجـمـاد
فـلا تـعـجـبْ إذا طـبـخوا خليطا
بـمـخ العـظـم مـع صـافي الرماد
ولطــخُ الدُّهْــنِ فــي بَــدنٍ وشـعـر
كـدهـن الإبـل مـن جَـرب القـراد
ويُــضـربُ بـالسـيـاط الزوجُ حـتـى
يُــقـال أخـو ثَـبـاتٍ فـي الجـلاد
ويعلّق الكاتب السوداني الطيب مصطفى، قائلا: (ما هو مصدر الفخار والعزة في اسم اختارته لنا شعوب أخرى لم ترَ فينا غير ملامح العبودية بمعايير ذلك الزمان؟! ..الحق أن السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي يحمل اسماً لا معنى له غير الإشارة إلى لون سكانه)!
إن العرب سموا المنطقة الواقعة على امتداد الشمال الأفريقي، أو بالأحرى المنطقة التي يقيم فيها بيض البشرة بأرض البيضان، بينما سموا البلاد التي يقطنها السود في افريقيا بأرض السودان.
ويضيف الكاتب: والله إن لم يكن هناك سبب لتغيير اسم (السودان) غير أنه لم يأت باختيارنا إنما باختيار آخرين تعييراً لنا وتبخيسا وانتقاصا من شأننا لكان ذلك كافياً لإعادة النظر فيه سيما وأنه لم يمنح حكرًا للبقعة الجغرافية الحالية التي احتفظت به دون الآخرين مسمية نفسها به.
على سبيل المثال فإن (مالي) كانت تسمى حتى عام 1960م، بالسودان الفرنسي، فلماذا غيّرت ذلك الاسم يوم تحررت من فرنسا ولم تُبقِ على اسم السودان؟!
لا أظن أن هناك من يجادل في أن المعنى التاريخي للاسم ما أطلق إلا من منصة العداء ولا يحتاج ذلك إلى كثير شرح واستطراد.
– أما في مصر، فلا نعرف للآن: لماذا يصرون على استخدام كلمة Egypt، (إيجيبت)؟؟
– اللغات الهندية والتركية والعبرية لا تقول على مصر “إيجيبت” وإنما تقول: “مصر” كما ذكرها الله في كتابه الكريم..
– كلمة Egypt معناها في اللاتينية القديمة “الغجر” = الهمج.. وهي صفة قبيحة للشعوب، وأطلقها المحتلون القدامى لمصر، بسبب مقاومة المصريين لهم وإبادتهم..
والمدهش أن تجد المصري يقول: Egypt متفاخرا، متشدّقا، ولا يقول: (مصر) الاسم الذي ذكره الله في التوراة والإنجيل والقرآن..
وتصرّ الدولة على التعامل الرسمي بهذا الاسم مع دول العالم…
– أما فلسفة بعض المؤرخين والأثريين، بأن كلمة Egypy (هاك – اك – بتاح) = أرض الإله بتاح، ونطقها اليونانيون والرومان (هيكو بتاح) ولأنه يصعب عليهم نطق هذا الاسم، فنطقت عندهم إيجيبتوس Aigyptus ..وبعد ذلك انتقل هذا الاسم إلى قبائل الجرمن الذين عطّشوا الجيم فأصبحت Egypt الحالية، كما نعرفها باللغة الإنجليزية.. كل هذه مجرد اجتهادات من المؤرخين، اختلفوا هم أنفسهم عليها.. فبعضهم قال إنها (كيمبيت) وتعني الأرض السوداء، والبعض قال (ثيميرا أو ثامير) وتعني الأرض السمراء الخصبة.. وهكذا..
– لكن معظمهم، كان هدفه الأول التخلص من كلمة (مصر) التي ذكرها الله في جميع الكتب السماوية.
– الله عز وجل يقول: مِصر
وأنتم تقولون: Egypt
ألا تستحون؟!
استقيموا يرحمكم الله.
————–
يسري الخطيب
- في ذكرى وفاته: د. عبد الرحمن السميط…الطبيب الذي أسلم على يديه 11 مليون شخص في العالم - الأثنين _15 _أغسطس _2022AH 15-8-2022AD
- “الموتُ بالكلمات”.. في ذكرى وفاة الشاعر صلاح عبد الصبور - الأحد _14 _أغسطس _2022AH 14-8-2022AD
- 13 أغسطس 1941م: وفاة رائد الاقتصاد المصري “طلعت حرب” - السبت _13 _أغسطس _2022AH 13-8-2022AD