أصدر صندوق السكان التابع للأمم المتحدة تقريره الشهري عن تطورات الوضع الإنساني في سوريا، في تفاقم الأوضاع هناك نتيجة لحدوث زلزال مدمر الشهر الماضي.
ووفقا للتقرير الصادر باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فإن آثار الحرب المدمرة طالت كل سوري، بشكل مباشر وغير مباشر، ونالت على وجه التحديد من النساء والفتيات اللائي يعدن الفئة الأكثر ضعفا وتضررا من الحرب التي تدخل عامها الـ13.
وأشار التقرير إلى أنه حتى قبل حدوث الزلزال المدمر، فإن احتياجات السوريين كانت كثيرة ومتفاقمة، وتتزايد يوما بعد يوم.
في 2023، وصل عدد الأشخاص الذين يحتاجون داخل سوريا إلى مساعدة إنسانية إلى 15.3 مليون، نصفهم من النساء والفتيات، ونحو 4.2 مليون امرأة في سن الإنجاب.
ويقدر عدد النازحين داخل سوريا 6.8 مليون شخص، وذلك قبل حدوث الزلزال الذي تسبب في حدوث نزوح موسع من المدن الشمالية المتأثرة بالزلزال.
ووصل بهذا عدد النازحين داخل سوريا إلى العدد الأكبر في العالم، وهم في حاجة ماسة إلى المأوى وغيره من الاحتياجات الإنسانية الأساسية، بجانب جهود إغاثة الجرحى منهم جراء الزلزال.
وفر نحو 6 ملايين سوري إلى خارج البلاد، بحثا عن ملجأ في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
ويواجه اللاجئون خارج سوريا تعنتنا في بعض الدول التي ترفض استقبال المزيد منهم، أو تدفعهم نحو العودة إلى بلادهم رغم الاضطهاد الذي قد يتعرضون له، ومن هذه البلاد لبنان وقبلها مصر.
كانت حقوق النساء والفتيات، بما في ذلك الوصول إلى الخدمات الضرورية لصحتهن ورفاههن وحياتهن، ضحية غير محسوسة للصراع.
ينتشر العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويزداد العنف ضد الأطفال والعنف الرقمي.
ويزيد عدد الأسر التي تعيلها نساء، وهذه الأسر معرضة للخطر بشكل خاص.
ويهدد خطر الجوع أكثر من نصف سكان البلاد، والنساء الحوامل معرضات بشكل خاص لخطر سوء التغذية في سوريا.
وأدت 12 عاما من الصراع إلى شلل النظام الصحي، حيث تم إغلاق أكثر من نصف المرافق أو تعمل جزئيا، وحدث نزوع جماعي للعاملين في قطاع الصحة.
وفي شمال غرب سوريا وحدة، خلف الزلزال ما يقدر بنحو 133000 امرأة حامل، فضلا عن الأمهات والمرضعات والفتيات، يكافحن للحصول على الرعاية الصحية الأساسية والدعم والإمدادات.
على مدار السنوات الـ12 الماضية، عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان لضمان حصول النساء والفتيات على خدمات الرعاية الصحية والإنجابية.
وفي عام 2022، وكجزء من استجابتها الإقليمية للأزمة، تم الوصول إلى أكثر من 2.8 مليون شخص، بما في ذلك 290 ألف فتاة مراهقة.
في المناطق المتضررة من الزلزال في الشمال الغربي، يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه بتوزيع الأدوية واللوازم الأساسية على المرافق.
وتسافر الفرق المتنقلة إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها في حلب واللاذقية وحماة للوصول من يحتاجون إلى خدمات الحماية. كما يتم توفير حقائب الكرامة التي تحتوي على مواد النظافة الأساسية للمحتاجين.
واختتم التقرير بأن مع استمرار تزايد الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد والمنطقة، فإن زيادة الاستجابة للاحتياجات الخاصة والمتنامية للنساء والفتيات المستضعفات بالفعل، بما في ذلك الحوامل والمعرضات لخطر العنف، هو أمر أكثر أهمية من أي وقت مضى. ولتحقيق هذا الأمر، تحتاج الأزمة الإنسانية في سوريا نحو 141 مليار دولار، للتعامل معها واستيفاء المطالب وتوفير الخدمات في سوريا.
- بنجلاديش تقدم درسًا في كيفية التعامل مع أزمات المناخ - الأربعاء _29 _مارس _2023AH 29-3-2023AD
- مركز أبحاث ألماني: لا حل للأزمة التونسية تحت قيادة “بن سعيد” - الثلاثاء _28 _مارس _2023AH 28-3-2023AD
- إندونيسيا تطلق برنامجا لتأهيل خبراء في الطاقة المتجددة - الأحد _26 _مارس _2023AH 26-3-2023AD