- الفتوحات البحرية بين تخوف عمر وشرط عثمان - الجمعة _30 _أكتوبر _2020AH 30-10-2020AD
- الدين.. والعلاقات الدولية - الأحد _4 _أكتوبر _2020AH 4-10-2020AD
- من المستفيد من صراع مصر وتركيا؟ - الخميس _13 _أغسطس _2020AH 13-8-2020AD
صلاح الدين الأيوبي لم يكن مجاهدًا كبيرًا في ميدان الحرب والقتال والتكتيكات العسكرية التي برع فيها، ولا في المجال السياسي في التقرب من العباسيين، وتوحيد الشام وفلسطين ومصر لمواجهة المشروع الصليبي وفقط، لكنه كان كبيرًا أيضًا في مجال العلم والتعليم، وليس أدل على ذلك من إنشائه المدارس، والأوقاف العلمية، وإعادة صياغة دور العلماء في المجال العام بعد عقود من التضييق الفاطمي.
لفت نظري أنه أثناء مفاوضاته مع ريتشارد قلب الأسد قبيل اتفاقية الرملة، قبل وفاته بعامين، أنه تعرف على عالم بغدادي كان محدثا وطبيبًا وكيميائيًا، فلما عرف مكانته العلمية خصص له مرتبا ماليا يبلغ مائة دينار ذهبي شهريًا (الدينار الذهب: 4.25 جرام)، وعينه في واحدة من كبريات المدارس / الكليات في مدينة دمشق لتدريس العلوم الطبية والكيمياء.
نماذج الحكم الرشيد في القيادات السياسية الفذة في تاريخ الإسلام كثيرة جدًا، والجامع بينها أنها لم تكن متعصبة أو منغلقة على فئة أو عصبية أو قومية أو فكر واحد، وما فعله صلاح الدين سنجده عند القادة الناجحين في هذا التاريخ، وكل من امتاز بميزة سياسية أو علمية أو عسكرية كان يتم الاستعانة به في خدمة مشروع الأمة العام.