دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الغرب لدراسة الإسلام والتعرف عليه عن قرب، واكتشاف ما فيه من تعاليم وتشريعات حكيمة كرمت الإنسان، وحَفِظَت حقوق المرأة، وجرمت التطرف والعنصرية، ورسخت لقيم الاحترام المتبادل والتعايش المشترك بين جميع البشر.
جاء ذلك خلال تدوينة لفضيلته على صفحتيه الرسميتين بموقعي التواصل الاجتماعي؛ فيسبوك وتويتر، باللغتين العربية والإنجليزية، جاء فيها: “في اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا؛ أدعو الغرب لدراسة الإسلام دراسة منصفة، والتعرف عليه عن قربٍ؛ ليكتشفوا ما في هذه الشريعة السمحة من تعاليم وتشريعات كرمت الإنسان، وحَفِظَت حقوق المرأة، وجرمت التطرف والعنصرية، ورسخت لقيم الاحترام المتبادل والتعايش المشترك بين جميع البشر”.
يوافق اليوم (15 مارس) إحياء جهود مكافحة كراهية الإسلام أو الإسلاموفوبيا، ذلك اليوم الدولي الذي أقرته الأمم المتحدة بعد تصاعد نبرة التعصب والتمييز ضد المسلمين، وهو ما اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، جزءًا من تيار أوسع لعودة ظهور القومية العرقية والنازية الجديدة ووصمة العار وخطاب الكراهية الذي يستهدف الفئات السكانية الضعيفة في بعض المجتمعات.
وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن القرآن الكريم تضمن العديد من الآيات التي حثت على التآخي والتعاون والتعارف باعتبار التنوع أداة لإثراء الحضارات والمجتمعات وليس تهديدًا للهوية والدين كما يصوره البعض، وقد تجلى ذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات:13).
وبحسب المرصد تصنف كراهية الإسلام أو الإسلاموفوبيا بأنها أحد أشكال العنصرية، حيث تنظر الجماعات المتطرفة إلى الدين الإسلامي باعتباره تهديدًا لقيمها وهويتها، وهذا ما شهدناه من شعارات وكلمات رنانة تردد على منصات تلك الجماعات في أوروبا –على سبيل المثال- وتشحن نفوس مؤيديها ضد الإسلام والمسلمين، الأمر الذي أدى إلى ارتكاب جرائم بحقهم وتهديد أمنهم في الطرقات ووسائل النقل وكافة الأنشطة الحياتية لإحكام الحصار عليهم نفسيًّا. هذه الانتهاكات بحق المسلمين
وحذر منها تقرير صادر عن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد لافتًا إلى وصول التمييز والكراهية الصريحة تجاه المسلمين إلى أبعاد وبائية، وقد شمل هذا التمييز فرص العمل والتعليم والجنسية والنساء.
ولفت مرصد الأزهر بهذه المناسبة لمكافحة التطرف إلى أهمية وثيقة الإخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان، في وقت حرج تتصاعد فيه خطاب الكراهية والتشدد والمغالاة، وربط دائم بين التطرف العنيف والإسلام في ربط يتعارض مع أبسط قواعد المنطق والعقل.
وأشار المرصد إلي أن بنود الوثيقة جاءت لتقر أهمية عدم ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية، فضلًا عن تشجيع إقامة حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، استنادًا إلى احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات
.