اليَومَ تَرقَى في السَّمَاءِ مُغَرِّدَا *** مَا عُدتَ في سِجنِ الطُّغَاةِ مُقَيَّدَا
يَا “عَاكِفُ” الأُسطُورَةُ الحُرُّ الذِّي *** حَاكَيتَ في شَرَفِ الرُّجُولَةِ “سَيِّدَا”
رَفرِف إِلَى العَليَاءِ حُرَّاً شَامِخَاً *** واترُك زَنَازِينَ العَبِيدِ مؤبدا
واعرُج بِرُوحِكَ للخُلُودِ مُرَدِّدَاً : *** اليَومَ أَمضِي للجِنَانِ مُخَلَّدَا
إِن شَاءَ رَبِّي أن أَعِيشَ بُقُربِهِ *** فَلَطَالَمَا عِشتُ الحَيَاةَ مُشَرَّدَا
فِي كُلِّ عَصرٍ ذُقتُ ظُلمَ طُغَاتِهِ *** فَأَنَا سَجِينُ العَصرِ أَنتَظِرُ الرَّدَى
أنا يا إلهي أشتكي لك ظلمهم *** فلقد بدا من ظلمهم ما قد بدا
لَم يَرحَمُوا شَيخَاً عَلِيلاً عَاجِزَاً *** عَافَ الضَّلَالَةَ وابتَغَى لَهُمُ الهُدَى
وَهَنَت عِظَامُ شَبَابِهِ ، والشَّيبُ مَا *** أَبقَى لَهُ فِي الرَأسِ شَيئَاً أَسوَدَا
فَبِأَيِّ ذَنبٍ ؟! لَيسَ مِن ذَنبٍ سِوَى *** أَن قَالَ : نَحنُ لِدِينِ مَولَانَا الفِدَا
اللهُ غَايَتُنَا ، ودُستُورُ الهُدَى *** قُرآنُهُ ، وأَرَى الزَّعِيمَ مُحَمَّدَا
وَأَرَى الجِهَادَ سَبِيلَنَا لَلمَجدِ فِي *** وَجهِ العِدَا ، وَأَرَى الشَّهَادَةَ سُؤدَدَا
وَأَرَى بِلَادَ عُرُوبَتِي مُحتَلَّةً *** وَأَرَى اليَهُودَ الغَاصِبِينَ هُمُ العِدَا
مِن أَجلِ هَذَا سَالَ مِن قَيدِي دَمِي *** وَجَرَى فَصَارَ لِبَحرِ سِجنِي مَورِدَا
وَاليَومَ فَاضَت رُوحِيَ الوَلهَى وَقَد *** عَرَجَت لِبَارِئِهَا لِتَحيَا سَرمَدَا
مَهمَا استَبَدَّ بِنَا الطُّغَاةُ فَإِنَّهُ *** سَيَظَلُّ صَوتُ الحَقِّ فِينَا مُنشِدَا :
سَيَزُولُ لَيلُ الظَّالِمِينَ وَيَختَفِي *** وَيَلُوحُ فَجرُ الصَّابِرِينَ مُجَدَّدَا
وَتُطِلُّ شَمسُ العَدلِ مِن غَسَقِ الدُّجَى *** اليَومَ يَا مِصرُ الحَبِيبَةُ أَو غَدَا