الأمة| قبل أسبوع واحد فقط كانت الأهوار في جنوب العراق تعاني الجفاف وهي على هذا الحال منذ سنوات، لكنها اليوم تغمرها المياه بالكامل، على أثر السيول التي ضربت إيران مؤخرًا، وجعلتها تفتح سدودها باتجاه العراق بعدما أغرقت محافظات عدة مخلفة كوارث مادية وبشرية.
وبعد أن عانت أنهار العراق من الجفاف وكانت مستنقعات الأهوار في خطر الفناء، بسبب نقص الأمطار والتناحر السياسي وإقامة السدود كان موسم الأمطار الحالي كريما جدا على العراقيين.
ووفق تصريحات لوزير المواد المائية جمال العادلي، وفرت الظروف الحالية للعراق 32 مليار متر مكعب من المياه ستمكن البلد من الاكتفاء من المياه في الصيف المقبل وصيف عام 2020.
وقال وزير الموارد المائية بمؤتمر صحفي الثلاثاء، في بغداد إن نهر الكارون الذي ينبع من الأحواز ويصب في شط العرب بمدينة البصرة، “وصلته تدفقات كبيرة جداً من إيران وهي غير مسبوقة منذ عشرات السنين”، مشيراً إلى أن “مجلس الوزراء سيفكر في مساعدة إيران بهذه الأزمة”.
ولم ينفي الوزير الخطر الذي يسببه ارتفاع منسوب المياه، مشيرًا إلى أن “المتجاوزين الساكنين في أحواض الأنهار والأهوار. هم أكثر المتعرضين للخطر”.
الخبر الجيد.. اهوارنا الجنوبية انتعشت جداً للوفرة المائية الحالية وامتلأت عن آخرها بنسبة ١٠٠٪.
الخبر السيء.. مساحات الاهوار التي استُغلت للزراعة بعد جفافها، ستتلف فيها محاصيل المزارعين المساكين.— ثائر الغانمي (@thairalghanimi) March 27, 2019
وصرح اليوم النائب عن محافظة ميسان مضر خزعل الازيرجاوي، أن المياه غمرت الأهوار بنسبة تجاوزت الـ 100%، محذرًا من وجود خطورة على الأراضي الزراعية والساكنين في المناطق القريبة من الأنهر والأهوار.
وأضاف الأزيرجاوي، أن “هناك مياه وسيول تأتي عن طريق أهوار الحويزة والطيب ودويبيج قادمة من إيران، حيث هناك خشية من سيول تأتي من مدينة الكوت في مياه نهر دجلة، الأمر الذي يتطلب تصريفاً قوياً وسريعاً” كما أشار إلى تكيل خلية أزمة في المحافظة لبحث مواجهة أي سيول أو فيضانات قد تضرب المحافظة قادمة من إيران.
لكن وزير الموارد المائية العراقي أكد خلال المؤتمر على استيعاب العراق لكميات الأمطار المتوقع هطولها وللسيول القادمة من إيران أيضًا، مؤكداً أن “لا خشية على بغداد أو غيرها من المحافظات من الفيضانات والسيول”.
وتابع: «لدينا في بحيرة الثرثار (في الأنبار) بحدود 45 مليار متر مكعب من الطاقة الاستيعابية، كما أن سد الموصل يستوعب 10 مليارات متر مكعب، وخزينه الآن وصل إلى 8 مليارات متر مكعب»، مؤكداً استيعاب «السيول في كل الخزنات المائية، وأبقينا هامشا لامتصاص صدامات الأمطار وإعطاء حرية الحركة في السيطرة على المياه. الزيادة تذهب للأهوار التي وصلت إلى مستوى لم تصلها منذ عشرات السنين».
ولفت إلى «استفادة العراق من جميع الأمطار التي هطلت»، مبينأ أن «أهوار الجبايش في ذي قار تحتاج إلى مياه أكثر، وفيها مساحة كبيرة ممكن أن تستوعب كميات أكبر» وأوضح أن «السدود امتلأت بإستثناء سد حديثة (في الأنبار) الذي يحتاج لكميات أكثر، ونتوقع تدفقات جديدة عليه في المستقبل القريب عبر نهر الفرات، وما يزيد عن السيول تذهب للبحر».
وخلفت السيول التي ضربت أكثر من 10 محافظات إيرانية منذ الإثنين العديد من الخسائر البشرية والمادية، كاشفة عن تردي البنية التحتية في هذا البلد.وكانت مدينة شيراز مركز محافظة فارس جنوب إيران أبرز المدن المتضررة إذ جرفت السيول الشديدة المركبات في الطرقات، وأودت بحياة العشرات.
فيضانات #ايران#سیل_شیراز pic.twitter.com/K9Mcxi17Gp
— Hoda Elsafy (@HodaElsafy3) March 25, 2019
يشار إلى أنه في يوليو/ تموز الماضي قال العراق إن إيران قطعت نحو 42 نهراً يغذي البلاد بالمياه، في الوقت الذي بدأت فيه تركيا ملء سد إليسو الذي حذر خبراء من أنه سيخفض حصة نهر دجلة من المياه بنسبة 9.7 مليار متر مكعب سنويًا، حيث كان العراقيون ينتظرون جفافًا واسعا يضرب أراضيهم الزراعية هذا الصيف، خاصة مع تضرر سد الموصل.