بقلم: ربيع عبد الرؤوف الزواوي
منذ عدة أيام وأنا حاضر في ذهني أولئك المصطفون الأخيار؛ أنبياء الله ورسله عليهم جميعا الصلاة والسلام.. ولا أدري لماذا؟!
لعل ما نحن فيه من أحداث وخطوب وكوارث وأحزان ومخاطر وصراعات و… و… هو ما جعلني أتذكرهم، عليهم الصلاة والسلام… وأحن إلى العيش في رحابهم.
أو لعله بسبب ما يحدث للنفس من صفاء في ساعات الصيام.. وتنسم رياح الصلاح والصالحين في ركعات القيام؟!
مررت الليلة بقول الحق جل وعلا في سورة النمل: ((قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى))… فأخذتني رعدة… وطفقت أردد في خشوع مستجيبا لأمر الله ومتفاعلا مع ما أقرأ: الحمد لله… عليهم جميعا الصلاة والسلام… اللهم صل على جميع أنبيائك ورسلك… وأرددها…
ووالله كأني أقرأها لأول مرة… ((قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى))…
أجدني مستحضرا -بلا تخطيط أو افتعال- شخصياتهم الكريمة واحدًا واحدا… عليهم جميعا الصلاة والسلام.. أجدني مستحضرا لعدلهم، ورحمتهم، وعطفهم، وخوفهم ووقارهم، وعفتهم، وسماحتهم، وحلمهم…. وجميع كريم خصالهم…
وددت لو كتبت عن كل نبي منهم؛ ما أتصوره عنه كما درسته وكما ورد في القرآن من قصصه… كما كتبت من عدة شهور مضت عن واحد منهم عليهم الصلاة والسلام؛ هو عيسى عليه السلام… وددت والله لو فعلت ذلك… فيا رب وفق له واشرح صدري به وأطلق يدي بما تحب…
وتذكرت أنني مررت قديما -وبالتحديد في رمضان عام 2000- بنفس الحالة من الشوق لحضرة أولئك المصطفين الأخيار عليهم الصلاة والسلام… وتخيلت أيامها لو أني عشت فترة من عمري في رحابهم جميعا مجتمعين… عليهم الصلاة والسلام…
وكتبت وقتها قصة قصيرة؛ عن مدينة جمعت جميع أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام… تم نشرها في مجلة منار الإسلام… كان مما كتبته فيها:
(… مدينة فيها الأنبياء والمرسلون والمصطفون الأخيار، وأتباعهم من كل العصور والأمصار؛ آدم عليه السلام هو أكبر أهل هذه المدينة سنا، والكل يوقره ويقبل يديه، ونوح نائبه إذا غاب ومستشاره الأمين، ومحمد صلي الله عليه وسلم عالم هذه المدينة ومرشدها، والكل ينطلق بناء على توجيهاته وأوامره، ويطبق ما يقول، وموسى وهارون عليهما السلام مسئولا الشئون الإسلامية، وشعيب خطيب هذه المدينة، وداود قارئُها، وسليمان قاضيها، وعيسى حكيمها، وأيوب طبيبها، ويوسف وزير اقتصادها وأمين خزائنها، و…)…
مدينة فاضلة يتخيلها المرءُ أحيانا ليهرب -ولو لحظات- من واقع مملوء بالإحن والآهات والألم…
فاللهم اهدنا واهد بنا… وجد على أهل الأرض جميعا برحمتك وتحنانك وهداك… واهد اللهم ضال المسلمين… وأصلح حالنا أجمعين…
- ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: وأنت تقرأ كتاب الله - الأربعاء _1 _فبراير _2023AH 1-2-2023AD
- ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: كتابة السيرة النبوية - السبت _21 _يناير _2023AH 21-1-2023AD
- ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: من أربى الربا استطالة المرء في عِرض أخيه - الأحد _15 _يناير _2023AH 15-1-2023AD