سبحَانكَ اللَّهُمَّ! ما أعْدَلَكْ!
نـحنُ العبيدُ نـحنُ، والمُلْك لَكْ
تَعْنُو لك الحيتَانُ في لُجِّهَا
وكلُّ نجمٍ سابحٍ في الفَلَكْ
الذئبُ إذْ يَعْوي بصحرائِهِ
يُثْني على الله وآلائِه
والطيرُ إذْ يَشْدُو على غُصْنِهِ
يُقرُّ لله بنَعْمائِهِ
والحَجَرُ الجَلْمَدُ في صَمْتِهِ
يهتفُ باللهِ وأسمائِهِ
في أِلفِ اللهِ، وفي لامِهِ
قد فَنِيَ الكلُّ، وفي هائِهِ!
سبحَانكَ اللَّهُمَّ! ما أعْدَلَكْ!
نـحنُ العبيدُ نـحنُ، والمُلْكَ لَكْ
تَعْنُو لك الحيتَانُ في لُجِّهَا
وكلُّ نجمٍ سابحٍ في الفَلَكْ
مَنْ عَلَّمَ النَّمْلَةَ معنى العَملْ؟
مَنْ أَلْهَمَ النَّحْلَةَ صُنْعَ العَسَل
مَنْ سيَّرَ الأفلاكَ في دقَّةٍ؟
مَنْ سخَّرَ البحرَ، وأرسى الجبَلْ؟
مَنْ ملأَ الدنيا بأسرارِهِ؟
من كوَّنَ الأكوانَ منذُ الأزلْ؟
تباركَتْ أسماؤُهُ، كلُّ ما
في ذلك الكَوْنِ على اللهِ دلَّ
سبحَانكَ اللَّهُمَّ! ما أعْدَلَكْ!
نـحنُ العبيدُ نـحنُ، والمُلْكَ لَكْ
تَعْنُو لك الحيتَانُ في لُجِّهَا
وكلُّ نجمٍ سابحٍ في الفَلَكْ
النَّازحُ الأهْلِ الشريدُ الغريبْ
أنتَ له الأهلُ، وأنتَ الحبيبْ
والساهرُ المُضْني الذي يشتكي
أنتَ لهُ الآسي، وأنتَ الطبيبْ
والغارمُ الغارقُ في دَيِنِه
أنتَ له في الضِّيق كنزٌ رغيبْ
والسائلُ المردودُ عن سُؤْلِهِ
أنتَ له، يا ربِّ، نعْمَ المجيبْ
سبحَانكَ اللَّهُمَّ! ما أعْدَلَكْ!
نـحنُ العبيدُ نـحنُ، والمُلْكَ لَكْ
تَعْنُو لك الحيتَانُ في لُجِّهَا
وكلُّ نجمٍ سابحٍ في الفَلَكْ
ربِّ إليكَ المُنتهَى والمَآبْ
وقولُكَ الصِّدْقُ، وفصلُ الخطابْ
ودينُكَ الحقُّ المبينُ الذي
يَهدِي إلى نهْج الهدى والصَّوابْ
لاَ هُمَّ، ثبِّتْ بكَ إيمانَنَا
واكتُبْ لنا عفْوَك يومَ الحسابْ
وتوِّجِ اللَّهُمَّ أعمالَنا
في الدين والدنيا بحُسْن الثَّوابْ
سبحَانكَ اللَّهُمَّ! ما أعْدَلَكْ!
نـحنُ العبيدُ نـحنُ، والمُلْكَ لَكْ
تَعْنُو لك الحيتَانُ في لُجِّهَا
وكلُّ نجمٍ سابحٍ في الفَلَكْ
—————–
الشاعر محمود غنيم (1902 – 1972م).. مواليد قرية مليج بمحافظة المنوفية (مصر)
واحد من أبرز الشعراء العرب في جيله، وهو صاحب اسم كبير في مجال الأدب والدراسات الأدبية والنقد وتحقيق التراث أيضا، وفي مجال التربية والتعليم وهو الميدان الذي مارس من خلاله مهمته السامية فقد عرف بالتفوق في العمل من أجل اللغة العربية علما وتدريسا، وظل أحد أعلام القائمين علي تدريسها لسنوات طويلة، وقد وصل فيه إلى أعلى المناصب المتاحة لمدرسي اللغة العربية وقتها، وهو منصب عميد مفتشي اللغة العربية،
من أهم دواوينه الشعرية:
صرخة في واد “ديوان شعر”.
في ظلال الثورة “ديوان شعر”.
مع الإسلام والعروبة “ديوان شعر”.
المروءة المقنعة “مسرحية شعرية”.
غرام يزيد “مسرحية شعرية”.
يوما النعمان “مسرحية شعرية”.
الجاه المستعار “مسرحية شعرية”.
رجع الصدى “ديوان شعر”.