رمـضـانَ الـنَّـدى يـطـولُ كـلامـي … لأُنــــاسٍ مـــن أُمَّـــةِ الإســـلامِ !!
جـئتَ والـقومُ شمسُهم في أُفولٍ … وهـــواهــم يــقـودُهـم لــلـظـلامِ
عـدْتَ فـيهم عـامًا فـعامًا ، ولـكنْ … لــم يـفـدْهم مـاجـاءَ مـن أحـكامِ
هــانَ يـاشـهرُ عـندهم كـلُّ فـضلٍ … مــن صــلاةٍ يـابـؤسَهم و صـيـامِ
وتــنـاءَوا عـــن نـهـجِ ربٍّ رحـيـمٍ … وأحــلُّــوا بــالـغـيِّ كــــلَّ حــــرامِ
هــي غُـلـفٌ قـلـوبُهم مــا أفـاقتْ … رغـــمَ نـــارِ الأوجـــاعِ والإيـــلامِ
كــم تـهاووا عـلى حِـذاءِ أبـاليسَ … زمـــــانٍ بــحــالـةِ اســتــسـلامِ !!
وأناخوا حول الكواليسِ يرجون … فــتــاتَ الأخــبـارِ فـــي الإبـــرامِ
وأهـــانــوا نــفـوسًـهـم لـــكــلابٍ … أو ذئـــــابٍ مــسـعـورةٍ أو لــئــامِ
وهُــمُ الـصِّـيدُ قـبلُ لـكنْ تـناسوا … عــزَّةً عِــرْقُ زهـوِهـا فـي الـذِّمامِ
لـم يـمتْ فـيه نـبضُ مجدٍ عظيمٍ … نـــبـــويِّ الــقــبـولِ والإعـــظــامِ
وغــريـبُ الأمــورِ تـلـبيسُ قــومٍ … لــمـعـانـي الإدبـــــارِ والإقـــــدامِ
وشـراءُ الـخسيسِ بالثَّمنِ الأغلى … و وأدِ الــضِّـيـاءِ فــــي الإظـــلامِ
أيــــنـــادون والـــغـــواربُ أودتْ … بــأعــالـي نــحــورِهـم والــزِّمــامِ
أجـفـلوا والـجـليُّ فـيهم نـكوصٌ … فـــي مـكـانٍ ، مـاكـانَ لـلإحـجامِ
نــحـن أدرى بـالـعـزِّ أيـــن تـبـدَّى … فــــي عــصـورٍ تـبـلَّـجَتْ بــكـرامِ
وهـــو الـمـجدُ بـالـشريعةِ يـحـلو … لابــثــوبِ الإفــســادِ والإجــــرامِ
نـكـصَ الـجـمعُ رغــمَ كـثـرةِ عــدٍّ … إذْ مـشـاها بـخـسَّةٍ فــي الـنـظامِ
لـن يـرى الـنَّصرَ ظـالمٌ غـرَّه الكِبرُ … فــدانــى بـــه الـمـكـانَ الـسـامـي
فـهـو الـعـزُّ بـالـحنيسفِ فـأقـصرْ … يــاعـدوَّ الإســلامِ بـالإجـذامِ (1)
يـاعـدوَّ الإســلامِ خـضْتَ سـفيهًا … فـــي وحـــولِ الـتـنكيلِ والآثــامِ
مــا وهـنَّـا ولـيـس يُـرهبُنا الـبغيُ … أتــانـا فـــي جــيـشِ حـقـدٍ لُـهـامِ
مـــا ركـنَّـا إلــى الـمـتاعِ رخـيـصًا … أو رضــيـنـا بــزخــرفِ الأوهـــامِ
هــمـمٌ لـلـشـبابِ بــاتـتْ جُــذاهـا … مــوقــداتٍ بــالـجـودِ والإقـــدامِ
لاتـبـالـي بـالـعـبءِ بـــاتَ ثـقـيـلا … والـحـنايا بـين الأذى فـي ضِـرامِ
نـحـن نـسـعى بـنورِ شـرعٍ قـويمٍ … والــعــدا هــائـمـون دون لــجــامِ
مــذْ رأيـنا وجـهَ الـنبيِّ عـليه اللهُ … صـــلَّــى فــــي دربِــنــا الــبـسَّـامِ
وعـليه الأنـوارُ والـحُللُ القدسيَّةُ … الــخُــضْـرُ بــالــهـدى والـــســلامِ
وعـلـمـنا مــا فــي شـريـعتِه مــن … رحــمـاتٍ لـلـنـاسِ فــي الأعــوامِ
كــانـت الـصَّـحـوةُ الـكـريمةُ لـلـهِ … وكــــــان الــمــسـيـرُ لـــلإســـلامِ
وسـلـكـنـا دروبَــهــا فـــي ثــبـاتٍ … رغمَ عصفِ الأذى الكريهِ الدَّامي
ونــهــضـنـا فــلــلـبـلاد ابــتــهـاجٌ … فـي ربـوعِ الـعراقِ أو فـي الـشَّآمِ
وبـمـصـرِ الـكـنـانةِ الـيـومَ عــزَّتْ … بـالـمـثـاني ، ولــيــس بــالأهــرامِ
وطـرابلس أنـجبتْ عـمرَ المختارِ … عـــنــوانَ فــخــرِهـا الــمـتـرامـي
وبـكـلِّ الأصـقـاعِ هـبَّـتْ شـعوبٌ … لـيـسَ تـرضَـى بـالـقهرِ والإرغــامِ
سـيعودُ الـقرآنُ يـحكمُ في الدنيا … لـتـحـيـا شـعـوبُـهـا فــــي وئــــامِ
هــمــمٌ تــنـسـجُ الإبــــاءَ بــــرودًا … لأُولـــي الـعـزِّ والـرجـالِ الـعـظامِ
لــن يُـقامَ الـبنيانُ مـن غـيرِ ديـنٍ … أو تُــشــادَ الأمــجــادُ بــالأحــلامِ
سُــنَّـةُ اللهِ فــي الـخـلائقِ تُـمـلي … قَــــدَرَ اللهِ فــــي أُمـــورِ الـقـيـامِ
وسـوى الإسـلامِ الـحنيفِ ضـلالٌ … لايــــــؤدِّي إلا لـــعـــارِ الـــرغـــامِ
وعــلانــا يـبـنـيـه مــنـهـجُ ربِّـــي … لاسـخـافاتُ عـابـثٍ فــي الـكـلامِ
قــد تــردَّتْ أقـدامُـهم فــي تـبـارٍ … وتـلاشتْ مـن قـبيلِ نـيلِ الـمرامِ
*** … ***
نـفـحاتُ الـرِّضـا مـسوَّمةٌ تُـزجَى … لأهــــلِ الـصـيـامِ فـــي الأقـــوامِ
غــاديـات والـصَّـاائـمون جَـنَِـوْها … فـالـمـآتي لأكـــرمِ الأصـــرامِ (2)
لـيـس تـبقي بـلبالَ قـلبٍ مـشوقٍ … أو مُـعنَّىً فـي تـلكم الأرحامِ (3)
فـالـلـيـالـي آفــاقُــهـا مــقــمـراتٌ … بــالــهـدى والـــنَّــدى وبــالإنـعـامِ
بــئـسَ مَـــن أدركَ الـصِّـيامَ ولــم … يُـغـفرْ لــه ذنـبُـه بـحـسنِ الـختامِ
فهْوَ أولى بالضَّنْكِ من فرقِ الكفرِ … وأحــــرى بــالـنَّـازلاتِ الــجِـسـامِ
قـيـدُ هــذا الـمـحرومِ لــذَّةُ شُـؤمٍ … جــلــبـتْـهـا قــبــائــحُ الإعــــــلامِ
أيــن أهــلُ الـتَّـوباتِ فــازَ بـنوها … فـي ظـلالِ الـقرآنِ باستعصامِ ؟!
أيـن أهـلُ الأشـواقِ لـلجنَّةِ اليومَ … تــنــادي أبــرارَهــا لـلـتَّـسـامي ؟!
فـمُـقامُ الإنـسانِ أجـدرُ فـي هـذا … الــمــطـافِ الــرفــيـفِ بــالإلـهـامِ
إنَّ نـفـسًـا ربَّــى نـوازعَـها الـحـقُّ … لـتـسمو عـلـى الـمـراقي الـعـظامِ
هـــي بــشـرى لأمَّـــةٍ لــم تـزدْهـا … نـكـبـاتُ الـعـصـورِ غـيـرَ اهـتـمامِ
نَــفَـتِ الـــذُّلَّ عـــزَّةٌ هـــي فـيـها … لاشــتــمـالِ الأبـــــرارِ بــالإقــدامِ
وَهْـيَ نُـعمى مـن الإلـهِ فـما زالتْ … هـــي الــغُـرَّةُ الـتـي فــي الأمــامِ
تـتـراءى إذا الـخـطوبُ اكـفـهرَّتْ … وتــقـودُ الــزمـامَ عــنـد الــزحـامِ
وسِـواها مـن صُـنعِهم فـي قفولٍ … وسـواهـا مــن رأيِـهـم فـي مـلامِ
أيُّـهـا الـخـائمون يـكـفي انـهـزامًا … أُمَّـةُ الصَّومِ لم تعشْ لانهزامِ (4)
هـبَّت الـيومَ بـالمصاحفِ والسُّنَّةِ … تــحــيــي مـــاكـــان لـــلإســـلامِ
سـيـعودُ الإسـلامُ يـحكمُ دنـيانا … بـــعـــدلٍ ، ولـــيــس بـــالإجــرامِ
أوَلَـــم تـبـصـرِ الـشـعـوبَ تـــأذَّتْ … مـن فـسادٍ فـي عيشِها وسَقامِ !!!
تـــجــأرُ الــيــومَ ويــحـهـا لإلــــهٍ … بــعـدَ كــفـرٍ طــغـى بـكـلِّ نـظـامِ
—————————–
هوامش :
1- الإجذام : الإسراع في طلب الأمر
2- الأصرام : البيوت التي فيها سكانها
3- البلبال : شدة الحزن والهم
4- الخائمون : الجبناء الناكصون على أعقابهم