الصومال يقع في شرق إفريقيا فيما يعرف باسم القرن الإفريقي، والصوماليون مسلمون سنَّة على مهذب الإمام الشافعي، وعدد السكان 17 ملايين نسمة تقريبًا حسب إحصاء عام 2021،
والعرق السائد هو العرق الصومالي بنسبة 85% والنسبة الباقية للعرب والبانتو، ونسبة المسلمين 99%، والنصارى 1%، واللغتان الصومالية والعربية رسميتان.
وقد عرفت الصومال الإسلام منذ حياة الرسول ﷺ حينما هاجر الصحابة إلى أرض الحبشة بقيادة جعفر بن أبى طالب – رضي الله عنه -،
ثم توالت الهجرات عن طريق باب المندب في البحر الأحمر، والذي تطل عليه الصومال، وأدت هذه الهجرات إلى نشر الدعوة الإسلامية في ربوع هذه البلاد.
وخلّف المستعمر الصليبي وراءه آثاراً سيئة
أكبرها تشكيك المسلمين في عقيدتهم الإسلامية ونشر الفساد والعمل علي تفرقة المسلمين، حيث تستقبل قوافل السلام التنصيرية اللاجئين الفارين من جحيم الحرب الأهلية،
تستقبلهم الجمعيات الصليبية والمنظمات التنصيرية، ولكثرة اللاجئين وعدم اهتمام المسلمين بالقادمين والوافدين،
أصبح النصارى لا يتورعون أن يقولوا:
البس الصليب، وصل للمسيح، واحمل الإنجيل، صل للمسيح (يسوع) المُخلص؛ نعطيك غذاء وكساء ودواء، وإن لم تفعل فاذهب إلى محمد يُعطيك لباساً وغذاءً ودواء.
أهلا رمضان
وبالرغم من استمرار الحرب الأهلية في الصومال منذ بدايات العقد الأخير من القرن الماضي والتي أدت إلى انهيار الدولة،
فمازال الصوماليون يستقبلون رمضان بالبهجة والسرور،
فعندما يحل شهر الصيام تتحول العاصمة الصومالية مقديشو في ليل رمضان إلى بقعة من النور تلف أرجاءها أساور من المصابيح الكهربائية التي تكسو واجهات المنازل والمحلات التجارية ومآذن المساجد والساحات العامة،
حيث أن مسألة تزيين الشوارع والمنازل بالإنارة عادة اجتماعية ويُنظر إلى غير المهتمين بها على أنهم خارجون عن الذوق العام.
وفي الصومال يضفي «الحكواتي» على ليل الصومال في رمضان بهجة وسرورا،
حيث يتحلق حوله الصغار والكبار للاستماع إلى قصص الأنبياء والصحابة والتابعين والأولياء الصالحين، ويكون ذلك علي شاطئ المحيط الهندي.
التراويح
الصوماليون يحرصون على صلوات التراويح التي (20 ركعة) إضافة إلى (11 ركعة وتر)؛ وذلك وفقا للمذهب الشافعي المتبع في الصومال،
حيث تكتظ مساجد المدينة بالمصلين، يتخللها أحيانًا كلمة طيبة، أو موعظة حسنة، وتقال بعض الأذكار أثناء ركعات التراويح،
مثل (أشهد ألا إله إلا الله ) و(استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه) وعادة ما يختم القرآن في صلاة التراويح في ليلة السابع والعشرين من رمضان.
وتعقد في المساجد كثير من دروس العلم، وحلقات تلاوة القرآن بعد صلاة التراويح، وفي بعض المساجد تعقد تلك الدروس والحلقات قبل صلاة العشاء، ويتولى أمر هذه الدروس والحلقات أهل العلم من تلك البلاد .
وتشتهر مقديشو بكثرة مآذنها ومساجدها التي يتفنن الصوماليون في بنائها بمختلف الطرز المعمارية المغربية والفارسية والقوقازية،
وهناك مقولة تاريخية شائعة تقول:
لو تم توزيع جميع سكان مقديشو على المساجد الموجودة في المدينة لأصبحت بعض المساجد خالية، وذلك في إشارة إلى كثرة عددها.
تلاوة القرآن بطريقة «سُبَع صوم»
ويكون الشهر الكريم فرصة للصوماليين للمدوامة على تلاوة القرآن الكريم في ليالي رمضان بالطريقة التقليدية الصومالية المعروفة بـ«سُبَع صوم»
وهي عبارة عن قيام مجموعة من طلبة العلم الشرعي بتلاوة القرآن الواحد تلو الآخر على مدى 3 ساعات كل ليلة،
وتقوم الأسرة التي تستضيفهم بذبح شاة أو بهيمة لهم.
وتظل أبواب المنازل الميسورة مفتوحة وقت رفع أذان المغرب حتى صلاة العشاء، لاستقبال الصائمين من المحتاجين،
يتناول الصائمون طبقا صغيرا من التمر مع الماء، ثم يقومون لأداء صلاة المغرب وبعدها توضع مائدة الإفطار.
ويقوم أفراد من حركة الإخوان المسلمين في الصومال بأعمال تنموية، مثل الأنشطة التعليمية، ودعم المحتاجين،
وتوفير وجبات إفطار لهم، كما أنهم لهم دور في تدريس القرآن وعلومه خلال شهر رمضان المبارك،
فالتيار الإسلامي عمومًا هو الذي يدير التعليم في الصومال بمراحله المختلفة،
والإخوان المسلمون في الصومال لهم أنشطة سياسية، مثل المصالحة الوطنية ولهم تواجد في جميع المجالات.
وتيار الإخوان المسلمين له مفهوم شامل في الصومال، حيث يضم من ينتمي إلى التنظيم الدولي مثل حركة الإصلاح،
والذي لا ينتمي إلى الإخوان، بل يحمل أفكار الإخوان وله تواجد في هياكل المحاكم الإسلامية.
علامات ليلة القدر
ويحرص الصوماليون على رصد ليلة القدر بالثلث الأخير من رمضان لإحيائها طمعا في رحمة الله ومغفرته،
ويرقبون لها العديد من العلامات، منها صفاء السماء، وهدوء الرياح بحيث لا تقوى على تحريك أغصان الأشجار،
كما يكون المحيط خاليا من الأمواج، وتعذب مياهه في لحظات معينة من هذه الليلة.

جهود منظمة الدعوة الإسلامية في الصومال
تعمل منظمة الدعوة الإسلامية طيلة الشهر الكريم على تعزيز وتيرة أنشطتها في الصومال وأرض الصومال، وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة الخيرية والإنسانية المختلفة.
وتقوم بتوزيع سلال للصائمين من الفقراء والمساكين والمتعففين، تحتوي كل سلة على مواد غذائية متنوعة كالدقيق والأرز والسكر والزيت والتمر..
وتجدر الإشارة أن توزيع السلال يتم في المناطق الأكثر فقرا وهشاشة كمخيمات النازحين بأطراف وهوامش مدينتي مقديشو وهرجيسا.
كما اشتملت البرامج المتنوعة المشاركة في اللجان المجتمعية لدعم المساجد ودور العبادة والمدارس وأيضا إعانات مادية لبعض الأيتام لقضاء بعض مستلزمات العيد. وقد استفاد من مشروع إفطار صائم والبرامج المصاحبة له حوالي 5000 شخص.