لم تزل «اتفاقية ايفيان» الشهيرة بتاريخ 19-3-1962 تحدد طبيعة العلاقات بين فرنسا والجزائر المستقلة
ذات المرجعية الثورية الداخلية بشروط ذات الاتفاقية ، كما تحدد طبيعة الدولة ونظامها وعقيدته الفكرية العسكرية والأمنية
والتي أصبحت بموجبها المرجع والأرضية القانونية التي تحدد المسؤولية أمام الشرعية الداخلية في البرلمان الفرنسي والجزائري أو الخارجية أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والأوروبي وغيرها من الهيئات فوق الدول
إلى غاية 20-12- 2008 تاريخ اتفاقية الصداقة والتعاون المشترك والدفاع الاستراتيجي..
والتي يمكن تسميتها بـ«اتفاقية ايفيان الجديدة» والتي أبرمت 93 اتفاقية إستراتيجية تحتوي على بنود راهنة للسيادة اخطر مما كان في بنود ايفيان الأولى ..،
وهي التي ستكون المرجع الجديد والأرضية القانونية الجديدة للجمهورية الجزائرية الجديدة والتي ستقوم على مرجعية مكافحة الإرهاب كما هو منصوص عليه في قانون المصالحة الوطنية بعد العشرية الدموية تحت بند أُسيًة الدولة ،
والتي ستحدد المسؤولية أمام الشرعية الداخلية في البرلمان الفرنسي والجزائري أو الخارجية أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والأوروبي وغيرها من الهيئات فوق الدول وربما القوى المنبثقة وفق التوازنات الدولية الجديدة.
«اتفاقية تاريخية»
وقد وصفها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته للجزائر 2016 بـ«المنعطف التاريخي الأهم بعد اتفاقية ايفيان في تاريخ البلدين»
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي، جون ايف لودريان، في تقريره للجنة الدفاع المشتركة 2016 انها «اتفاقية تاريخية»
و«أن بقاء الرئيس بوتفليقة في الحكم في الجزائر مسألة مهمة لضمان استقرار الجزائر والمنطقة».
وصرح رئيس الوزراء الجزائري عبد المجيد سلال في مؤتمر مشترك مع نظيره الفرنسي
بأن العلاقات الثنائية سجلت منذ نهاية 2012 (زيارة الرئيس فرانسوا أولاند إلى الجزائر) «قفزة نوعية هامة جدا»
مشيرا إلى أنه على الصعيد السياسي العلاقات متميزة كما في «مجال الأمن ولاحظنا أن لدينا نفس النظرة ونفس التحليل للأمور فيما يخص الوضع في بلدان الجوار».
وقال إن «فرنسا سجلت بارتياح الدور الذي قامت به الجزائر من أجل استتباب الأمن في بلدان الساحل الإفريقي».
فيما اعتبر الرئيس الحالي الفرنسي امانويل ماكرون في حوار نشرته جريدة الخبر
أن الاتفاقية تهدف إلى «خلق محور امني استراتيجي يمتد من أوربا إلى عمق إفريقيا مرورا بالجزائر»
وقال في حوار مع صحيفة ((الخبر)) الجزائرية نشر يوم زيارته
أنه «مع الجزائر يتعين على فرنسا بناء محور قوي حول منطقة المتوسط يمتد إلى إفريقيا»
معتبرا أن «أهداف علاقتنا يجب أن تكون أساسا أمننا وازدهارنا المشتركين من خلال مشاريع ملموسة ومبتكرة».
- رضا بودراع يكتب: التوازن الاستعماري «2» - الأثنين _12 _ديسمبر _2022AH 12-12-2022AD
- رضا بودراع يكتب: التوازن الإستعماري «1» - السبت _10 _ديسمبر _2022AH 10-12-2022AD
- رضا بودراع يكتب: أين تتجه الجزائر؟ - الجمعة _2 _ديسمبر _2022AH 2-12-2022AD