- رشيد مصباح يكتب: دب هائج وغرب خائن - الجمعة _22 _أبريل _2022AH 22-4-2022AD
- رشيد مصباح يكتب: أما آن للعملاق المارد أن يستفيق؟ - الأربعاء _6 _أبريل _2022AH 6-4-2022AD
- رشيد مصباح يكتب: أكلوا العباد ونهبوا البلاد - الخميس _17 _مارس _2022AH 17-3-2022AD
الانقلابات التي تجري في بلدان ما يسمى بالربيع العربي هي مؤامرة عالمية ضد الشعوب بصفة عامة والإسلاميين بصفة خاصّة.
لأنّ أصحاب هذه المؤامرة؛ الفعليين وليس وكلاؤهم المأجورين، يعلمون إنّه لو يصحى هذا العملاق النّائم الذي تمّت التضحية به من قبل ملوك وأمراء من أجل الحصول على جزء «من الكعكة» في دولة الخلافة المريضة، لوضع حدّا للظّلم الذي يقع في هذا العالم. لذلك، فالحكومة (الصهيو عالمية)، والتي تحكم العالم من وراء السّتار، لم ولن تدّخر جهدا في سبيل إجهاض أيّة ثورة شعبية هدفها تمكين الإسلاميين وإيصالهم إلى مصادر القرار أو إلى سدّة الحكم الفعلي، وليس شكليّا مثلما ما جرى ويجري الآن.
ففي أوّل إعلان عن التعدّدية الحزبية في نهاية الثمانينيات في الجزائر، طلبت فرنسا رسميّا وعن طريق رئيسها (فرانسوا ميتران) من الرئيس (الشاذلي بن جديد) رفض تقديم أيّ اعتماد لفائدة الأحزاب الإسلامية، مهما كانتْ؛ (ولماذا تخشى فرنسا من وصول حزب أسلاميّ إلى السّلطة)؟
إيقاف المسار الانتخابي
ثم بعد النجاح الكبير الذي حقّقته (جبهة الإنقاذ الإسلامية) تدخّلت فرنسا لإيقاف المسار الانتخابي،
وهذا عن طريق أزلامها؛ عرفائها «الكابرانات» الذين تم ترقيّتهم بسرعة عجيبة إلى أعلى المناصب والرّتب فغدوا ألوية وفرقا وعمداء وتقلّدوا مهاماًّ كبيرة وخطيرة في أجهزة الدّولة والأمن العسكري،
وقد بلغت الرّعونة والتهوّر بأحد هؤلاء «الأزلام» حدّ ادّعاء الرّبويبة بقوله: «أنا هو ربّ دزاير» المقولة الشهيرة التي انتشرتْ بعيد الإطاحة به وصار يعرف بها فيما بعد.
كما تدخّلتِ السعودية، في الشؤون الدّاخلية لبلد عربي مثل الجزائر، عن طريق ملِكها (فهد بن عبد العزيز)، الذي قام بتحريض (خالد نزّار)، وزير الدّفاع آنذاك، قائلا له: «إن الحلّ الوحيد مع الإسلاميين هو العصا العصا العصا».
مكرّرا أيّاها ثلاث مرات؟!. وهو ما صرّح به هذا الجنرال الانقلابي بعظمة لسانه خلال ندوة أُقيمتْ على«شرفه» بمقر جريدة الشروق الجزائرية.
حقد دفين
ما يدلّ على حقد دفين، ممزوج بخوف كبير من مستقبل غامض ومجهول، لدى هؤلاء الملوك والرّؤساء ومن يدور في فلكهم من عملاء الجنرالات الانقلابيين… الذين لم يعودوا قادرين على التخلّي عن حياة البذخ والترف التي تربّوا فيها.
والغريب أن من بعض الدّعاة من أفتى بقتل الثوّار الأحرار بدعوى إنّهم من الإخوان المسلمين، ممّن هم من أتباع (محمد الجامي)
و(ربيع المدخلي) الذي أفتى بوجوب مساندة المجرم العميل (حفتر) في حربه القذرة ضد اللّيبيين الأحرار، وقتال جماعة الإخوان المسلمين؛
وقد جاء في الصّحيحين، عن النبي -عليه أفضل صلاة وأزكى سلام- أنه قال: [إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل، والمقتول في النار.
قيل يا رسول الله هذا القاتل فما شأن المقتول؟
قال: لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه]،
وهؤلاء الجامية المداخلة يقفون حجر عثرة وسدّا منيعا أمام ثورات الشعوب الاسلامية.
وهو التيّار الذي تدعمه الإمارات في اليمن وليبيا، والسّعودية التي كانت في يوم ما تسمى بلاد الحرمين. واللّتان عمِلّتَا كل ما في وسعهما من أجل وأْدِ الحراك في الجزائر.
السعودية والإمارات
وكانت -السعودية والإمارات- قد دفَعتَا المليارات من الدولارات من أجل الإطاحة بالإخوان في مصر،
وهما من ساعدتا، بطريقة ما، الحوثيين في انقلابهم على الثورة في اليمن. وهما، ولذات السبب، كانتا من وراء الانقلاب على ثورة الياسمين في تونس.
فهذان النّظامان يمثّلان، من دون ريب ولا أدنى شكّ، إلى جانب بقية الأنظمة العربية العميلة،
إحدى أذرع اللّوبيات الصهيو عالمية التي تنشط في الخفاء، وتحمي الرّؤساء المستبدّين، وتفرض الأنظمة الشمولية لأنّها ترعى مصالحها.
وإلاّ كيف نفسّر ما حدث ويحدث في سوريا الآن؟؛ ولقد احتفظ (بشّار) «الجزّار» بمنصبه كقائد «عظيم» وبطل، وهو الذي ذبح شعبهُ من الوريد إلى الوريد.
وفي النهاية،
فإنه على الشعوب العربية التي تتمسّك بدينها ومبادئها،
أن تتخلّى عن حظٍّها الوفير من هذا الدّين وعن القيّم التي ظلّت تدافع عنها، ردهة من الزّمن،
وترتمي في أحضان المؤسّسة الصهيوعالمية، إذا ما أرادتِ التخلّص من الاستبداد المسلّط عليها.