أثار اقتحام وزير الامن الداخلي للمسجد الاقصي صباح اليوم ردود فعل غاضبة عربيا وعلميا وتداعيات سلبيةسواء داخل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة حيث رفضت الدول العربية والإسلامية وكذلك بلدان أوروبية الخطوة الاستفزازية التي تهدد بتفجر الاوضاع في المنطقة فيما قام نتياهو بتأجيل زيارته لدولة الإمارات العربية المحتلة كأول دولة يقوم بزيارته بعد تشكيل حكومته .
وأفادت وسائل إعلام عبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” سيؤجل زيارته إلى أبوظبي، والتي كانت مقررة الأسبوع المقبل؛ بسبب تداعيات اقتحام وزير الأمن القومي “إيتمار بن غفير” المسجد الأقصى المبارك، صباح الثلاثاء، والذي فجر غضبا فلسطينيا وأثار ردود أفعال عربية ودولية رافضة ومتحفظة، ومن بينها الإمارات.
اقتحام الأقصى وتأجيل زيارة نتنياهو للإمارات
وقالت مصادر دبلوماسية ، إن “نتنياهو” لن يسافر إلى أبوظبي الأسبوع المقبل كما كان مخططا له، بعد اقتحام “بن غفير” للأقصى ولكن في المقابل نفي مصدر مطلع في مكتب “نتنياهو” وجود علاقة بين أنباء تأجيل الزيارة وبين تحرك “بن غفير”، ووفقا للتقرير، فإن السبب الرسمي وراء تأجيل الزيارة التي كان من المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل، هو إتاحة وقت للحكومتين للعمل معا من أجل “ضمان رحلة ناجحة في وقت لاحق.
وكان “نتنياهو” يعتزم الذهاب إلى الإمارات للقاء رئيسها، الشيخ “محمد بن زايد”، فيما يفترض أن تكون أول زيارة له للدولة الخليجية وأول زيارة خارجية له بعد عودته إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية وذلك بعد ساعات من ادانة وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى..
وجددت الوزارة في بيان لها، “موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، وعلى احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى”.
ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة
من ناحية أخري قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “يائير لابيد”، إن اقتحام وزير الأمن القومي “إيتمار بن غفير” للمسجد الأقصى، الثلاثاء، وضع إسرائيل في “خلاف” مع نصف العالم.
وأوضح زعيم المعارضة في تغريدة، أن إسرائيل “لا تقبل إملاءات من أحد فيما يتعلق بأمنها، لكن حتى يقضي بن غفير 13 دقيقة في الحرم القدسي وضعنا في خلاف مع نصف العالم”.
وأضاف “لابيد”، أن ذلك يمثل “عدم مسؤولية سياسية وضعفا لا يصدق من جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمام وزرائه”.
بن غفير وخلافات نصف العالم مع الكيان
وكان “بن غفير”، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، اقتحم المسجد في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء بحراسة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية.
وأدانت العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية الاقتحام في أول ردود فعل منددة بتصرفات الحكومة الجديدة.
وجاء الاقتحام بعد أن أشاعت مصادر إسرائيلية، مساء الإثنين، أن “بن غفير” تراجع مؤقتا عن الاقتحام استجابة لطلب “نتنياهو”.
فيما انتقد السفير الأمريكي لدى تل أبيب، “توم نيدس”، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن غفير” المسجد الأقصى، الثلاثاء، مؤكدا أن واشنطن لن تقبل أي مساس بالوضع الراهن في القدس.
وقال “نيدس”: “ليكن واضحا.. نحن معنيون بالحفاظ على الوضع الراهن وأي عمل يحول دون ذلك غير مقبول. قلنا هذا بوضوح للحكومة الإسرائيلية”،.
والوضع الراهن هو ذلك المتعلق بإدارة الأماكن المقدسة بالقدس الشرقية منذ إقراره في العهد العثماني، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين (1920-1947) ولاحقا في العهد الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967، وينص على أن المسجد الأقصى مكان مقدس “للمسلمين فقط” وتحت إداراتهم.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي لتغيير الوضع الراهن، عبر تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين، حيث بدأت إسرائيل في السماح للمستوطنين اليهود بتنفيذ اقتحامات للأقصى منذ عام 2003.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، قال عضو الكنيست “تسفيكا فوجيل” من حزب “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية) برئاسة “بن غفير” إن حزبه سيسعى لتغير الوضع الراهن في القدس.
وقال “فوجيل”: “أفترض أننا في المستقبل سنطلب عقد مناقشة في الحكومة حول تغيير الوضع الراهن”، حسبما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
والخميس الماضي، أدت الحكومة الإسرائيلية، التي شكلها “نتنياهو”، اليمين الدستورية في الكنيست، بعد الانتخابات التي شهدتها إسرائيل مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويقود “نتنياهو” إسرائيل على رأس ائتلاف حكومي يضم أحزابا قومية ودينية من أقصى اليمين، وسط مخاوف من نهجها فيما يتعلق بملفات عدة لاسيما الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة ومن ضمنها القدس والأقلية العربية في إسرائيل.
مصر وحماس واقتحام الأقصى
وعلي وقع اقتحام بن غفير للمسجد الاقصي نقل عن مصادر دبلوماسية أن مصر أرسلت رسالة تحذير قوية إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن اقتحام وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن غفير” المسجد الأقصى.
وذكرت المصادر ، إن القاهرة والأمم المتحدة أرسلتا رسالة قوية لحكومة “بنيامين نتنياهو” مفادها بأنه سيكون من الصعب للغاية التأثير على حركة “حماس” لعدم الرد بطريقة ما على اقتحام “بن غفير” الأقصى.
وللمرة الأولى منذ تعيينه وزيرًا للأمن القومي، اقتحم المتطرف “بن غفير” صباح الثلاثاء، المسجد الأقصى، بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، رغم تحذيرات فلسطينية مسبقة من الإقدام على الخطوة.
وجاء الاقتحام رغم التقارير العبرية، التي أكدت أن “بن غفير” قرر تأجيل اقتحام الأقصى بناء على طلب من رئيس الحكومة “نتنياهو”
وفي تقريرها قالت القناة العبرية، إن “بن غفير” و”نتنياهو” خدعا الجميع بهذا الاقتحام، حيث قرر رئيس الحكومة وجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة السماح لـ”بن غفير” اقتحام الأقصى، وعدم الخوف من تهديدات “حماس”.
ووفقاً للقناة، فقد وصل “بن غفير” ظهر الإثنين سيرا على الأقدام إلى مكتب “نتنياهو” حتى لا يتم التعرف عليه.
وأشارت إلى أن “نتنياهو” لم يعترض على اقتحام المسجد الأقصى، وشارك في المساء بنقاش خاص عقده مع رئيس الشاباك، مؤكدة أن رأي الجميع كان أنه لا مانع من إجراء الزيارة وأنه لا ينبغي الاستسلام لتهديدات “حماس”.
وبحسب القناة العبرية، فإن “بن غفير” أجرى تقييما للوضع الليلة الماضية مع مفوض الشرطة وقائد لواء القدس والتقى برئيس “الشاباك”، وقرروا جميعا أنه لا مانع من اقتحام الوزير اليميني للمسجد.
وصباح الثلاثاء، اقتحم “بن غفير” الأقصى دون إعلان مسبق، وبعد أن أشاعت مصادر إسرائيلية بأنه قرر إرجاء ذلك بعد طلب من رئيس الوزراء “نتنياهو”.
ولطالما أشعل “بن غفير” توترات جارفة في المدينة المقدسة بعد اقتحامات سابقة للمسجد قاد خلالها عشرات المستوطنين، كما تسبب اقتحامه لحي الشيخ جراح بالمدينة في مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من جهة وسكان الحي الفلسطينيين.
