- تغيير الفتوى بتغير الزمان والمكان - الأربعاء _13 _يناير _2021AH 13-1-2021AD
- الأمم المتحدة ترعى شقاء المرأة! - الأربعاء _6 _يناير _2021AH 6-1-2021AD
- واقعية الداعية ومراعاة الضعف والضرورات - الثلاثاء _5 _يناير _2021AH 5-1-2021AD
هو مشروع وحدة الأمة السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني.
رغم كل ما ورد عليه من وهن وأخطاء لكن وجوده كان يمنح الأمة قوة أي قوة.
المشروع الذي وحدها وجمعها وجعل منها علامة فارقة للإنسانية.
المشروع الذي ربطها بالله تعالى والاجتماع على طاعته، وجعل لها مكانا على خريطة الدنيا ككيان سياسي له قيمته وتنوعه ومساهماته الحضرية والفكرية والسياسية.
ولكي نعرف قيمته وقوته دعنا نتساءل: بعد ما سقط هذا المشروع هل أضحت الأمة أقوى أم أضعف؟ وهل دول كتركيا عاصمة الخلافة الأخيرة أضحت أفضل حالا منها قبل سقوط الخلافة أم كانت أكبر قوة وأعظم أثرا أيام كانت تحتضن الخلافة؟
وبنفس المنطق نتأمل حال روسيا التي كانت حاضرة الاتحاد السوفيتي، أهي الآن بنفس القوة والأثر؟
إنها أسباب الدنيا المعتادة التي ندرسها لأطفال المدارس أن في التجمع قوة وفي التفرق ضعفا!
لكن في واقع الحال لا نطبق هذا.
وفي الجانب الآخر فإن مشاريع أخرى للأعداء توقف وجودها على سقوط الخلافة، فلما سقطت خلافتنا، قامت مشاريعهم وانتعشت أحلامهم؛ كالكيان الصهيوني الذي لم يكن ليقوم لولا سقوط الخلافة.. والذي جن جنون داعميه لوقوف السلطان عبد الحميد دون التفريط في ارض فلسطين.. وكالكيان الفارسي، الذي يعربد في المنطقة لم يكن ليحلم بهذا لو كانت الخلافة قائمة.
كيانان أو مشروعان ينهشان في جسد الأمة التي طرحوها أرضا، والتي يشارك حكامها في ترسيخ البعد عن الخلافة وتنحيتها؛ إما كونهم زرعوا في الأمة نتاجا لتفاهمات ما بعد السقوط فولاء كثير منهم لمن عينوهم في تلك المناصب من الدول الغربية، أو أنهم يرون في الخلافة انتقاصا للسيادة التي يتوهمون أنها قائمة على رقعة حكمهم.
رغم أن هذا الانتقاص نفسه يكون لمصالح كبرى تتعزز في سيادة الأمة ويكون في مصلحتها كأمة وتصب في مصلحتهم كحكام لو كانوا مخلصين.
فاليوم تستمد كل تجمعات بشرية قوتها من وحدتها؛
الولايات الأمريكية.
الاتحاد الأوروبي.
والمشروع الفارسي يجمع لنفسه شتاتا عبر العالم، ليكون له قيمة ووجود، حتى التجمعات غير السياسية، كالنمور الآسيوية ومجموعات اقتصادية البركس وغيرها؛ كلهم يجتمعون وكلهم يستفيدون ويضعون أنفسهم على خريطة التأثير ويحجزون مقاعد التميز والقوة.
بينما استعادة حلم الخلافة يعد جريمة في بلاد المسلمين، ويعد الداعين له خونة
ويوسمون بالإرهاب!
رغم إمكانية إيجاد صيغ عصرية أو مرحلية للخلافة تهدئ من التخوفات المذكورة.
نرى في نهاية أن واقعنا الحالي، لن يدوم وستفيق الأمة مع الوقت، وستعود ولو على مراحل وتستبدل الأذناب ويعقل فيها حكام مخلصون، فلا نستعجل ولندع سنة التدافع تعمل عملها.
حلمنا مشروع وأملنا منعقد.. وستجتمع الجهود رويدا حتى نستعيد مجدنا التليد