د. يوسف رزقة يكتب: المقاومة وقمة شرم الشيخ

تنعقد اليوم الأحد قمة شرم الشيخ الأمنية بحضور الأطراف التي اجتمعت في لقاء العقبة الأمني قبل أسابيع، وهم: الكيان الصهيوني والأردن، ومصر، والسلطة الفلسطينية.

ما يقوله إعلام السلطة وإعلام العرب عن اللقاء الأمني غير ما يقوله الإعلام العبري.

الإعلام العربي يجمل اللقاء وكأنه لمحاصرة الكيان الصهيوني ومواجهة الاستيطان، والإعلام الإسرائيلي يقول إنه لمواجهة المقاومة لا سيما في شهر رمضان،

حيث يتخوف الكيان الصهيوني من تزايدها في شهر الصيام والأعياد اليهودية.

بعد لقاء العقبة صرحت قيادات صهيونية أن اللقاء لم يناقش موضوع الاستيطان، الكيان الصهيوني لم تلتزم بوقفه،

ولم تلتزم بوقف اقتحاماتها للمدن الفلسطينية، أو بوقف الاغتيالات، وأثبتت الوقائع أن الكيان الصهيوني كانت للأسف صادقة فيما قالته،

فحرقت حوارة بعد العقبة، وقتلت عشرات وجرحت آخرين في جنين ونابلس بعد العقبة،

وما زال الاستيطان وهدم بيوت المقدسيين مستمر، وربما يستمر في شهر رمضان كما يصرح ابن غفير.

شرم الشيخ.. والعقبة

لقاء شرم الشيخ لن يختلف كثيرا في موضوعاته ومخرجاته عن لقاء العقبة،

وربما تزداد بعده الضغوط العربية على قادة حماس والفصائل الأخرى، لوقف أعمال المقاومة في شهر رمضان.

الكيان الصهيوني يريد ذلك الوقف، وسلطة الحكم الذاتي تريد ذلك أيضا،

وإذا لم تنصاع الفصائل لهذه المطالب فسيستمر الكيان الصهيوني في الاقتحامات والقتل والاغتيالات،

بل وستزيد منها كما صرحت مصادر عبرية قبل توجه الوفد العبري لشرم الشيخ.؟!

المؤسف أن الكيان الصهيوني تجد من يساعدها عربيا في تحقيق مطالبها، والمقاومة الفلسطينية لا تجد من يساعدها عربيا في تحقيق مطالبها،

بل هي تتعرض دائما لضغوط عربية تعرقل أحيانا أعمالها. وهي مضطرة دائما لإجراء موازنات بين ما تريد القيام به، وما هو مطلوب منها عربيا،

وفي الوقت نفسه لا توجد دولة عربية قادرة على الضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاستيطان، أو التوقف عن اقتحامات المدن الفلسطينية.

قمة العقبة الأمنية، وقمة شرم الشيخ الأمنية، تحكي بحضور سلطة الحكم الذاتي حالة فشل فلسطيني وعربي في مواجهة الاستيطان والعدوان الصهيوني،

وتحكي ضغطا جماعيا على المقاومة، ومنعها من حقها الشرعي في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. قمة العقبة،وقمة شرم الشيخ من الأعمال المؤسفة المجحفة بالفلسطينيين؟!