في دولة السويد يحرقون المصحف الكريم قبالة السفارة التركية. لماذا يحرقون المصحف الشريف؟!
هي يحرقونه كراهة بالإسلام، أم كراهة بتركيا، أم كراهة بالأمرين معا؟!
الإجابة السطحية كراهة بتركيا، ومناكفة برئيسها أردوغان لموقفه المشروط من انضمام السويد للناتو.
أردوغان يشترط على السويد التوقف عن إيواء المنظمات الإرهابية الكردية بحسب التصنيف التركي، والتوقف عن دعمها.
إذا لم تف السويد بمطالب تركيا السياسية هذه فإن تركيا من حقها استخدام الفيتو. هذه القضية قضية سياسية، هي بمعزل عن القضايا الدينية؟!
دولة السويد، والمتظاهرون فيها، خلطوا بين الأمرين، فما كان سياسيا صار دينيا،
فقام المتظاهرون تحت حراسة الشرطة بحرق المصحف الشريف أمام سفارة تركيا؟!.
المصحف الشريف يمثّل الإسلام، ويمثل كل دول العالم الإسلامي والشعوب الإسلامية، ولا يمثل حكومة تركيا وحدها.
إحراق المصحف عمل مشين، ومسكون بعنصرية دينية تكره الإسلام، ويعبرون عن هذه الكراهية بحرق المصحف؟!.
ومن المعلوم تاريخيا أن دولة السويد كانت من أشد الدول الأوربية الصليبية عداء للإسلام والمسلمين؟!
إن حرق المصحف هو امتداد لهذه الروح الصليبية الموروثة، وهو نتاج ثقافة وتعليم يعاديان الإسلام والمسلمين،
ولأنه كذلك وجدنا جلّ دول العالم الإسلامي تستنكر ببيانات شديدة اللهجة هذه الجريمة العنصرية.
ومن الدول المستنكرة نذكر:
مصر، والسعودية، والأردن، والكويت، وباكستان، وتركيا، وفلسطين،
هذا وقد دعت حركة حماس لمظاهرة شعبية غدا للاحتجاج على جريمة حرق المصحف، والدفاع عن الإسلام ورفض العنصرية الدينية،
هَذا وقَد عمت المظاهرات مناطق مختلفة في تركيا، وطالب المتظاهرون أردوغان بعدم السماح للسويد بالإنضمام للناتو، وتشديد شروط تركيا في هذا الموضوع.
إن حرق المتظاهرين للمصحف بدوافع عنصرية دينية، يذكرنا بالرسومات المسيئة للرسول محمد ﷺ التي نشرت في صحف سويدية وغير سويدية، تحت أكذوبة حرية الرأي،
فهل حرق المصحف هو من حرية الرأي،
أم هو الحقد والكراهية، الناتجة عن الثقافة التي يتعلمها سكان السويد في المدارس، ويقرؤونها في الصحف، ويشاهدونها في المسلسلات؟!
إننا في صحيفة فلسطين نستنكر جريمة حرق المصحف، ونشجب العنصرية الدينية التي تقف خلف هذه الجريمة،
ونطالب المجتمع الدولي بإدانتها حتى لا تتكرر، وحتى لا تتطور الكراهية لحروب صليبية أخرى؟!
- د. يوسف رزقة يكتب: أمريكا.. لساننا معكم، وقلبنا معهم - الأربعاء _1 _فبراير _2023AH 1-2-2023AD
- د. يوسف رزقة يكتب: الأقصى يحرسنا - الجمعة _27 _يناير _2023AH 27-1-2023AD
- د. يوسف رزقة يكتب: السويد تعود لثقافة الصليبيين؟! - الأثنين _23 _يناير _2023AH 23-1-2023AD