- أمريكا على مفترق طرق خطير - الخميس _14 _يناير _2021AH 14-1-2021AD
- الفساد بين المحاسبة والمغالطة؟! - الثلاثاء _12 _يناير _2021AH 12-1-2021AD
- أقضية الشباب والمجتمع في ٢٠٢٠م - السبت _9 _يناير _2021AH 9-1-2021AD
أمريكا على مفترق طرق خطير… لا حصانة دستورية ولا حصانة أخلاقية مع حبّ السلطة. ولا حصانة مع النفوذ الصهيوني. يقال إن الولايات المتحدة الأميركية هي مركز الديمقراطية، وموطن الدستور، وصرح القانون. جلّ من كتب حول الديمقراطية في العالم عظّم الديمقراطية البريطانية والديمقراطية الأميركية، حتى بات غلمان العرب ينشدونها مثلا لهم في بلادهم العربية التي لم تعرف غير الديكتاتورية وحكم الفرد والأسرة، منذ الحرب العالمية الأولى؟!
الآن، وبعد تسلق أنصار ترامب شرفات البيت الآبيض ومنصة الاحتفال بجو بايدن ثبت باليقين أن ديمقراطية أميركا مسكونة بزيف، وبأمراض حزبية، تكسوها مساحيق تجميل حزبية. ترامب ونشطاء حزبه لا يعترفون بنتائج الانتخابات، ويريدون القفز عما أعلنته لجنة الانتخابات المركزية، لأنهم يريدون استبقاء حزبهم وترامب في قيادة الحكومة.
الذين تظاهروا، وتسلقوا شرفات البيت الأبيض كانوا على وعي جيد بما كانوا يعملون، ولم يكونوا من الرعاة والدهماء، بل كانوا يتلقون توجيهات عليا، بعضا منها ربما تشرف عليه حركات صهيونية، هي ربما هي على صلة بنيتنياهو.
أحداث تسلق منصة التنصيب لمنع تسلم بايدن للرئاسة، يكشف عن كذب الديمقراطية الأميركية، ويكشف عن خيانة متعمدة للدستور الأميركي، ويكشف عن استهتار حزبي كبير للقانون الأميركي، وليس بوسع الأميركي بعد هذه الأحداث أن يفتخر بديمقراطية بلاده ولا بقانونها الحاكم لتصرفات الآفراد والأحزاب؟!
ما كان يجري في دول العالم الثالث، عربية وغير عربية، بتدخل أميركي، يجري اليوم في أميركا نفسها بدون تدخل خارجي، إذا استثنيا التدخلات الصهيونية المحتملة. وإذا كانت دول العالم الثالث قد اعتمدت على الجيش لحسم النزاعات، فإن أميركا وبقرار من وزير الدفاع تحاول السيطرة على الأحداث الخطيرة غير المسبوقة بالحرس والشرطة.
إن قراءة استشرافية لمستقبل أميركا من الناحية الحزبية والديمقراطية، تقول إن القادم أسوأ مما هو واقع الآن، وإن ما أحدثه ترامب وحزبه الجمهوري ليس إلا البداية، وإذا لم تتخلص أميركا من النفوذ الصهيوني داخل أروقتها فإن أميركا لن تنجو من الفوضى، والتفكك، وعلى القارئين للمستقبل استعادة ما قاله جورج واشنطن عن النفوذ اليهودي.