التخطيط من أجل الإسلام
كل عمل رسمي يقوم على خطط، ولابد لهذه الخطط من منهج تسير عليه، ومادامت الخطط غير متعارضة مع الإسلام وحدوده الشرعية فإنها يمكن أن تكون خططاً يؤجر أصحابها على وضعها إن حسنت نيتهم لخدمة الدين
فالشريعة تقوم على العبادة -وتلك لا يجوز الابتداع فيها- وعلى معاملات وتلك لا حرج من الاستفادة من تجارب الناس فيها مادام ذلك يصب في مصلحة الناس. ونلفت النظر إلى أن المخطط الحصيف يمكن أن يفيد الإسلام بفوائد مباشرة وغير مباشرة من خلال التخطيط للعمل،
ربما يخطط المسئول في وزارة الصناعة أو الزراعة على نحو يسد حاجة المسلمين في شيء تكثر الحاجة إليه ولا يتوفر إلا في بلاد غيرهم فيكفون الناس بهذا التخطيط مؤونة اللجوء إلى دول غير إسلامية لتلبية تلك الحاجات فيكون هذا من أجل الإسلام والمسلمين،
ومثل الاستعانة بالعمالة والإدارة من بلاد المسلمين يفيد أيضاً في هذا الصدد ويرفع من إمكانيات العمالة ومستواهم الاقتصادي.
الإعلام والثقافة أيضاً يمكن أن يساهم المخططون لهما في إثراء المجتمعات الإسلامية بكل مفيد ودعم التأصيل الشرعي لقضاياهم ودرء كل شر يمكن أن يصل إليهم من خلال تلك المنافذ..
وكل ذلك واجب على الناس وواجب على المسئولين في هذا المجال
وفي وزارات التجارة والاقتصاد والتموين وغيرها يساهم التخطيط الجيد لها والنية الصالحة فيها في رفعة الإسلام والمسلمين
لأنها أقوات الناس وأرزاقهم مع التذكير بالبعد عن المعاملات المحرمة واستبدالها بالشرعية؛
وذلك واجب على المسؤولين في تلك الدوائر .
وفي المواقع السياسية والقانونية
يجب على القائمين عليها أن يخططوا للإسلام وأن يدعموا قضاياه وأن ينتصروا لأحكامه وأن يخططوا لاسترداد ما غصب من أوقاف المسلمين ونصرة المظلومين في بلاد المسلمين أو في بلاد غيرهم حيث المسلمين بها أقلية،
ويحتاجون إلى دعم كبير من المسلمين فكثيرا منهم كالأيتام على موائد اللئام وكثيرا ما ينفرد بهم الأعداء في غياب المسلمين وتركهم لقمة سائغة للكفر.
العمل على التكامل وتوحيد الجهود:
وذلك من خلال النظر في إمكانية التعاون والتكامل بين الدول الإسلامية ففي الزراعة مثلاً قد تصلح الأجواء في بلد لزراعة بعض الزراعات أو الحبوب بينما تكلف غيرها تكاليف أكبر إن أراد سكانها القيام بنفس الدور لذا فالحكمة تقتضي أن تستفيد من تلك النعمة لندعم إخواننا في تلك البلد لكل الإمكانات المادية أو البشرية وفي نفس الوقت يمكن لغيرها من الدول أن تفيد في مجالات أخرى وتتلقى تشجيع ودعم إخوانهم من المسلمين.
العمل على الدعم المعنوي لقضايا المسلمين والامتناع تلقائياً عن إفادة الدول التي تدعم الظلم أو البغي أو الاعتداء على حق من حقوق المسلمين ولله الحمد فلم تنفرد دولة مهما كان قدرها باحتكار أو نوع من التغذية أو العلم أو الإنتاج.
إذن التخطيط من أجل الإسلام واجب على كل قادر من المسلمين كل في موضعه وإن الله تعالى ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن وهنيئاً من جعله الله تعالى سبباً في نفع الإسلام من خلال عمله الذي ربما يبقى أثره أجراً وثواباً لك بعد موتك.
- د. ياسر عبد التواب يكتب: ملاحظات على نتيجة الانتخابات التركية كي لا يتكرر نجاح الحافة - الثلاثاء _30 _مايو _2023AH 30-5-2023AD
- د. ياسر عبد التواب يكتب: كيف نبدأ؟.. من أنواع التصنيف للجمهور - الخميس _25 _مايو _2023AH 25-5-2023AD
- أردوغان والغرب.. من يتمنى استبداله، ومن يرغب في نجاحه؟ - الخميس _11 _مايو _2023AH 11-5-2023AD