- د. ياسر عبد التواب يكتب: عن عنصرية النفوس - الأربعاء _20 _يناير _2021AH 20-1-2021AD
- عن الفخر والانتماء - الأثنين _18 _يناير _2021AH 18-1-2021AD
- تغيير الفتوى بتغير الزمان والمكان - الأربعاء _13 _يناير _2021AH 13-1-2021AD
المواقف العامة لمسيحيي مصر بالذات وبعض بلدان الشرق مواقف بعيدة كل البعد عن أية مصلحة وطنية.
دائما يستخدمون ضد مصالح الأوطان وحقوق مواطنيهم عبر الزمن فهم دائما السور المتخلخل والحائط المتزعزع والسكين القابل لطعنة الخيانة في ظهر الوطن.
دائما من خلالهم يتجند العملاء ويتقوى اللصوص ويتزلزل حلم الاستقلال.
هذا مع الأسف من قديم وليس وليد اللحظة.
ولا أدري حين يدعي القمعيون وأتباعهم بأن الجماعات المختلفة والأفكار والدعوات تمثل دولة داخل الدولة هل هم حقا جادون في هذا؟
أم لم يطلعوا على تلك الدولة التي تتعامل مع الأنظمة بطريقة هات وخد وطريقة الحشد مع أو ضد من يعطي ومن يمنع من الحكام؟
هل هذا وضع طبيعي وصحي؟
أن يتعامل النظام مع كيان مواز له استقلال اقتصادي وسياسي مع الاستقلال الديني.
ثم يبقى فوق أية مسائلة وإلا استعدى علينا من المشرق والمغرب من لا يرضى في بلده أن تتفاوض معه طائفة على مثل هذا التميز الشاذ؟
لذا فهم جاهزون دوما لمن يدفع لهم -ماديا أو معنويا- إما من قبل الأنظمة القمعية الظالمة أو من قبل الاحتلال!
المكاسب وقتية والعداء يستمر ويورث والشعوب لا تنسى ومهما استقوى بعض الناس بقوة نظام قمعي سرعان ما يزول ويبقى لهم العداء الذي زرعوه.
تماما كما فعل يهود المدينة وقت استهداف الأحزاب مدينتهم طمعا في إزاحة المسلمين ثم لما كشف الله الغمة وانجلى الأمر وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع من خانوهم وتمالئوا عليهم وكان العقاب صارما.
التاريخ يكرر نفسه دون أن يقول أحد لنفسه لننأى بأنفسنا وأهل ملتنا ولنلتزم الصمت على أسوأ تقدير.. لكنهم يأبون إلا الدنية والانتهازية والتمتع بفوائد الوقت، فأين الله من كل ذلك؟ وأين مراقبة الله والخوف منه؟ وأين المبادئ؟ وأين السيد المسيح عليه السلام هل يرضيه هذا؟
ومثال لما نقول متعلقات ومتطلبات مسيرة التأييد الفاضحة في نيويورك ليس بواقعها وإنما بطريقة التخطيط والحشد وتولي القيادة الكنسية لها.
ووالله لو دخلت مصر الحرب مع أعداء لها لتواروا في الجحور ولن نسمع لهم صوتها رسميا على الأقل.
ولن نجد إلا نزاعا نراهم هنا أو هناك من أشراف خرجوا عن السيطرة الرسمية للمؤسسة المتسلطة كنسيا.
ومع ذلك لم تحاسب تلك المؤسسة الرسمية نفسها ولم تحتكم لمبادئها في هذا الموقف كغيرها من مواقف الانتهازية من عهد عمرو بن العاص رضي الله عنه على إحسانه لهم.
فرجل النظام الحالي يسيطر على دولة بالقهر والظلم، رجل يذيق الناس -كلهم- في بلده مر الحرمان ومرارة الهوان، رجل سينقلب عليهم يوما كما فعلها من قبل في ماسبيروا والبالون، رجل يأخذ بلده للهاوية لا يصلح أبدا أن يصمت على جرائمه فضلا عن أن يؤيده عاقل!
هذا ما يفعله النصارى في مصر وفي دول أخرى كسوريا ولبنان وبعض الفلسطينيين والعراقيين.. والأخطاء هي هي لا تتزحزح ولا تراجع.. نفس العقلية المعادية لغيرهم وهذا «الجيتو» الذي يعيشون فيه ويصدره لهم قادتهم قليلو الخبرة حبيسو الأديرة وأبراجها بتعصب لا يناسب الدعوة التي اشتهر بها السيد المسيح عليه السلام.
ما الذي يورط المسيحيين في التعامل ككتلة مع نظام القمع المصري وغيره، ويؤيدونه ويصدرون تأييده للمغتربين المسيحيين في الخارج وفي أمريكا؟
ما الذي يتوقعون جنيه حين يظهرون وحدهم مؤيدين له ويلاحقونه كطفل توحد لا يقدر ساعة على الاستمرار دون دعم من مقربيه؟
لماذا لم يلتزموا الصمت فبذا يتجنبون عداء النظام ويبدعون شبح الوقيعة الذي يرسخ في وجدان الشعوب ضدهم؟
ليت منهم عقلاء يرفضون التورط في كل هذا الظلم والتنازل عن المبادئ من أجل حطام من الدنيا.
والذي لن ينالوا منه شيئا حين يتنامى غضب الشعب وحين يزيح الجماهير النظام البائس وهذا كائن لا محالة.