- د. ياسر عبد التواب يكتب: عن عنصرية النفوس - الأربعاء _20 _يناير _2021AH 20-1-2021AD
- عن الفخر والانتماء - الأثنين _18 _يناير _2021AH 18-1-2021AD
- تغيير الفتوى بتغير الزمان والمكان - الأربعاء _13 _يناير _2021AH 13-1-2021AD
عملية التأثير في الرأي العام هي عملية تبادلية تحتاج إلى استيعاب مناسب لعناصر أساسية تشكل البنية الأساسية لعملية التأثير بين من يرغب في التأثير وظروفه النفسية والفكرية وتوقعاته واختياراته باعتباره عنصرا من عناصر التأثير ويتبع ذلك قدرته على صياغة رسائل مقبولة ومستوعبة وواضحة للمجتمع وبين المجتمع نفسه ؛ بما فيه من تموجات واختلاف تنشئة وقيم
سواء بالنسبة لعرقياته وتجمعاته الداخلية وكذلك الثقافات المتداولة المتنوعة أصيلة أو واردة
ورغم أن عملية التأثير تتمثل في عناصر متعددة بعضها أولي وبعضها ثانوي ؛ وكذلك بعضها راسخ ثابت وبعضها متغير وارد ؛ فإن نتاج عملية التأثير -إن استوفت عناصرها – سيكون لها أثرا ما..وبنسب ما..يمكن توقعها وحسابها إن تمت عملية التأثير بشكل صحيح
ونشير هنا إلى أن هناك العديد من العوامل التي تتداخل في تكوين رأي الأفراد ومن ثم تنمو في أفراد المجتمع لتتداول ويتم دعمها لتصل في النهاية لتكون الرأي العام في قضية ما إما بشكل تلقائي أو بشكل متعمد مبني على الحقائق والتوعية أو مؤسسا على الإشاعات أو الخداع وفقا لما هو معروف في طرق تشكل الرأي العام
فالعملية إذن تبدأ من الفرد لتنتشر بعد ذلك لتكون رأيا عاما بين فئات المجتمع المستهدف، فالفرد عندما يبني رأيا فإن جزءا قليلا منه يعود إلى انطباعه الخاص، وأما الجزء الأكبر من آرائه فهو من ثمرة الامتزاج والتأثير ورد الفعل المتبادلين مع عوامل أخرى كثيرة،
وليس عنصر الاقتناع الشخصي المجرد المبني على التفكير الفردي منها إلا عنصرا واحدا، فهناك عوامل دائمة، وعوامل مؤقتة تؤثر في تكوين الفرد لآرائه،
ويدخل ضمن العوامل الدائمة الأفكار التي تميز التراث الثقافي الشعبي، وهناك أيضا العرف والديانة، والموقع الجغرافي، والمكانة الاقتصادية، والمستوى التعليمي
وهنا نقول أن من يتعمد التأثير في الرأي العام فعليه أن يستفيد من تلك العوامل المختلفة ليوظفها في قضيته التي يعمل عليها مثل الموروث الثقافي المتعلق بتقدير كبار السن أو مساعدة الضعيف أو تقدير المرأة واحترام خصوصيتها أو العداء لأعداء الوطن أو أية قيم اقتصادية مستقرة..الخ مع كافة الاستدلالات عليه من الثقافة المستقرة أو النصوص الدينية فيوظف ذلك الاستدعاء ويؤيده ليخدم قضيته الحالية
أما العوامل المؤقتة التي تؤثر في مواقف الأفراد فمن بينها:
- تأثير الأحداث، والآراء الجارية
- وآراء الأشخاص ذوي النفوذ والسلطة
- ووسائل الإعلام، ومدى تداولها ونشرها لهذا الموضوع
وبناء على هذا فيمكننا أن نقسم العناصر المؤثرة في تشكيل الرأي العام إلى نوعين:
– عناصر متعلقة بالموضوع أي خارجة عن الفرد وتنشئته والمجتمع وطريقة تفكيره
– وعناصر أخرى متعلقة بالجمهور كأفراد أو كمجتمع ويدخل فيها التنشئة والثقافة والدين وغيرها.