إذا كان لتفعيل مقاصد الشريعة أثره وانعكاساته على الفرد والأسرة والمجتمع والأمة وأهل الأديان جميعا؛ فإن لهذا حصاده وانعكاساته على خير البشرية ومصلحة الإنسانية.
ولم يخلق الله تعالى الأمة المسلمة لكي تنغلق على نفسها، أو تتقوقع على ذاتها، وتحتكر الخير والنور لنفسها، وإنما أخرج الله هذه الأمة لتنفع الناس، وتوصل لهم الخير كله، وتمنع عنهم الشر
كله:
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران:110].
فانظر إلى قوله تعالى: «للناس»! فالأمة المسلمة ليست ملكًا لنفسها، وإنما ملك للناس جميعًا، تعمل لصالحها ولخيرها،
ولما فيه سعادتها في الدارين، فواجب الأمة المسلمة: «بعد أن اهتدت بنور الله، أن تهدي الآخرين إليه،
وبعد أن صلحت بالإيمان والعمل الصالح، أن تصلح الأمم وتدعوها إلى الخير الذي أكرمها الله به».
وللشريعة الإسلامية مقاصد في مجال الإنسانية، أهمها:
التعاون والتعارف والتكامل،
وتحقيق الخلافة العامة للإنسان في الأرض،
وتحقيـق السلام العالمي القائم على العدل،
والحماية الدولية لحقوق الإنسان،
ونشر دعوة الإسلام.
- د. وصفي أبو زيد يكتب: الدولة الحديثة.. ماذا قدمت للإنسان؟ - الثلاثاء _24 _مايو _2022AH 24-5-2022AD
- د. وصفي أبو زيد يكتب: في فقه الاختلاف وكيفية الخروج منه - الأحد _8 _مايو _2022AH 8-5-2022AD
- د. وصفي أبو زيد يكتب: من آثار الربانية على الفرد والمجتمع - الجمعة _6 _مايو _2022AH 6-5-2022AD