يظن البعض أن توحيد الألوهية والربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات مقتصرٌ على بيان هذه الأقسام دون الغوص إلى لب التوحيد وحقيقته!
وما علموا أن جوهر التوحيد إنما هو إفراد الله تعالى بالعبادة بمعناها الشامل، والإيمان علما وعملا بمصدرية التشريع في مجالات الحياة والنشاط الإنساني:
سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتعليميا،
نأخذ عن الله وحده دون سواه ما شرعه لمجالات الحياة من تشريعات في أصولها وقيمها ومبادئها،
وأحكامها التفصيلية كذلك، وهذا هو الثمرة الحقيقية والنتيجة المرجوة من التوحيد وأنواعه جميعا.
وفي مجالات الحياة المختلفة نطاق واسع للاجتهاد بما يستوعب تطور الواقع ويراعي مقاصد الحق، ويحقق مصالح الخلق.
هذه هي حقيقة التوحيد والتوحيد الحق، أن يكون الله تعالى مُوَحَّدًا في حياتنا،
وحاكما على نشاطنا، وهذا هو عين «الحاكمية» التي تحدث عنها الأصوليون في فصل «الحاكم» من باب «الأحكام الشرعية» في علم أصول الفقه.
فلنشغل أنفسنا بتحقيق هذا المعنى الحقيقي للتوحيد، ولا نرهق أنفسنا ونهدر طاقتنا في الجدل العقيم الذي لا يثبت أصحابه في أول اختبار، وتظهر معادنهم الحقيقية عند أول مواجهة في معركة الإسلام!
إن حقيقة توحيد الله عز وجل تتجلى في حاكميته للحياة؛
فهذا هو طريق الجهاد الحق للاستخلاف وعمارة الأرض التي لا تكون إلا بتحكيمه في مجالات الحياة دون سواه!
- د. وصفي أبو زيد يكتب: الإفتاء بين الأمس واليوم - الأربعاء _1 _مارس _2023AH 1-3-2023AD
- د. وصفي أبو زيد يكتب: تسعة أعوام على الخروج.. ولطائف المنن الإلهية - الأثنين _27 _فبراير _2023AH 27-2-2023AD
- د. وصفي أبو زيد يكتب: الثقافة الأدبية من مقومات الداعية الناجح - السبت _25 _فبراير _2023AH 25-2-2023AD