جاء في الحديث عن النّبيّ الكريم عليه السّلام قوله: «أتدرون ما المفلِسُ؟ قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ. فقال:
إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا. فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه.
فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرِحت عليه ثمَّ طرِح في النَّارِ».
والحديث لا يفصل بين الإفلاسين، بل يربط بينهما؛ فالفساد والإفساد، والاعتداء على أعراض النّاس، وأموالهم، ودمائهم هو «الإفلاس» سبباً ونتيجة، فلو أفلست بلاد فصارت بلا درهم ولا دينار ولا متاع، فإنّما بفعل من أفسد البلاد.
حديث «الإفلاس» المعاصر الرّائج هذه الأيّام في عديد البلدان من «بلاد العرب»،
ليس منفصلاً -بحقيقته، أم مبالغته، بصدقه، أم كذبه، بتحذيره، أم تشغيبه وتشويشه- عن «مؤسّسة الفساد العامّ»؛ أنجح مؤسّسات «الدّولة العربيّة المعاصرة»!
و«الفساد» و«الإفساد»، و«الفلس»، و«الإفلاس»، مصادر من جهة النّوع الصّرفيّ،
ولا بدّ لها من «حدث/فعل» تدلّ عليه، ولا بدّ لكلّ فعلٍ من «فاعل».
«الفساد» و«الإفساد»، و«الفلس» و«الإفلاس» ليست «زلازل»، و«براكين»، تتسبّب بها «فيزياء الطّبيعة»،
أو «القدر الإلهيّ» -كلّ حسب مرجعيّاته- بل تتسبّب بها «فيزياء البشر»، و«الفعل البشريّ»؛
وتكتمل أركان «الفساد» و«الإفلاس» حين يقيّد ضدّ «مجهول»، وهم ليسوا مجاهيل
- د. نارت قاخون يكتب: أفسدها.. فأفلسها - الأثنين _18 _أبريل _2022AH 18-4-2022AD
- د. نارت قاخون يكتب: بدهيّات «مقاومة الاحتلال» و«إزالته» - الخميس _14 _أبريل _2022AH 14-4-2022AD
- «التّحرّش».. موقف ثانويّ يواري موقفاً أوّليًّا - الثلاثاء _7 _يوليو _2020AH 7-7-2020AD