- ماكرون.. الإناء ينضح بما فيه - الأربعاء _3 _فبراير _2021AH 3-2-2021AD
- حقيقة الأيديولوجيات - الخميس _3 _ديسمبر _2020AH 3-12-2020AD
- وثائق تدين إرهاب اليهود بفلسطين - السبت _10 _أكتوبر _2020AH 10-10-2020AD
لا نعجب من خروج رئيس فرنسا «إيمانويل ماكرون» بتصريحاته الأخيرة عن حدود الأعراف الدبلوماسية -وهو رئيس دولة- لأن الإناء ينضح بما فيه، وقد تربى على تراثه الثقافي الفرنسي الممزوج بالعداء للإسلام مقترنًا بالتمييز العنصري البغيض!
وعلى سبيل المثال نذكر آراء شاتوبريان وهو من أشهر أدباءهم الذي كان يرى أنه يجب عليه أن يخوض بحكم إيمانه المسيحي وباعتباره من سلالة الصليبيين أن يخوض بصفته صليبيًّا من العصر الحديث معركته ضد الإسلام والاستيلاء على القسطنطينية.
وفي كتابه «رحلة إلى مصر» وبطول صفحاته ينعت الإسلام بأعجب التهم فالإسلام -مثلا- هو العبادة التي تعادي الحضارة بنظامها الأساسي المؤيد للجهل والطغيان والرق.. وكان دائما يطرح الكثير من الأفكار التي تحث على قيام حرب صليبية جديدة لتحرير البلاد المسيحية من الإمبراطورية العثمانية وفي موضع آخر يصف الإسلام بالجهل والبربرية، وظل طوال حياته مُصِرًّا على تدمير الشرق ومستهدفًا الإسلام بخاصة مع سيطرة فكرة الحروب الصليبية على أفكاره.
والواقع أن شاتوبريان هنا في التعبير عن العنصرية لم يكن موقفه فرديًّا أو شخصيًّا بل يصور طبيعة العنصرية في الثقافة الغربية بعامة، وهي ظاهرة دائمة التجديد في تاريخ الغرب حتى عصرنا الحاضر.
وكانت فرنسا قد أرسلت ٤٠٠ ألف جندي إلى الجزائر لقمع الثورة مُدَعَّمين بأحدث الوسائل الحربية من طائرات ودبابات وأسلحة بالإضافة إلى تسليح المستوطنين الفرنسيين في الجزائر وكان عددهم يزيد على المليون مع ممارسة السلطات الفرنسية تقاليدها الراسخة في القتل الجماعي والإبادة وبَقْرِ بطون الحوامل وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وحرق القرى والمدن وعمليات التعذيب الوحشي والاعتقال، ولكن كل هذا لم يفت في عضد الثورة بل زادها رسوخا وعزما وزاد الشعب الجزائري التفافا حولها