هذه الرسالة لست أنا من ينبغي أن يوجهها، وإنما هي ما ينبغي على الشعب العراقي كله أن يوجهها بفعالياته وأنشطته ووسائله المختلفة في هذا الوقت الذي ارتفعت فيه المعنويات، وتنامى فيه الطموح الذي يليق بالإنسان العراقي.
لقد أصبح العراق بعد كأس الخليج محط أنظار أشقائه وأصدقائه والعالم أجمع، حيث أرسلت البصرة رسائلها الإيجابية والمطمئنة والمرحبة بكل الوافدين والزائرين، وهذا يعني أننا أمام فرصة كبيرة لتقديم صورة العراق التي نريد والتي تناسب تاريخه ومكانته الحضارية، فهل الحكومة والجهات المسؤولة مستعدة للدخول فعلا في هذه المرحلة الانتقالية الجديدة؟
هناك نقاط لا ينبغي أن تتأخر الحكومة في معالجتها، ومن أهمها:
١- إعلان العفو العام عن المعتقلين والمطلوبين في غير القضايا الجنائية المرتبطة بحقوق الأشخاص كجرائم القتل ونحوها، لصناعة جو من الثقة والتفاؤل والدفاعية للعمل.
٢-العمل على حصر السلاح بيد الجيش العراقي والقوات الرسمية، وحل جميع المليشيات والمجموعات المسلحة وإنهاء فوضى السلاح.
٣- العمل على تجريم الشعارات الطائفية والعنصرية وكل ما من شأنه الإخلال بالنسيج الاجتماعي للشعب العراقي،
وإنهاء حالة التمييز الطائفي والعنصري في كل مؤسسات الدولة.
٤- الإعلان عن خطة واضحة ومحددة بزمن معين لتحسين الخدمات وتوفير لوازم الحياة اليومية
خاصة الماء والكهرباء والوقود وما يتعلق بالمؤسسات التعليمية والصحية ونحو ذلك.
٥- الإعلان عن خطة واضحة لمعالجة تدهور الدينار العراقي.
٦- تفعيل أداء المؤسسات القضائية ومنحها سلطة أكبر في مكافحة الفساد ومقاضاة الفاسدين.
٧- الإعلان عن خطة واضحة للقضاء على البطالة واستقطاب الكفاءات من الداخل والخارج .
إن العراقيين الذين وقفوا طيلة الأيام الماضية بكل قوة وإصرار لدعم ومساندة منتخبهم الوطني (أسود الرافدين)
ورسموا أروع الصور في غيرتهم وكرمهم وحماسهم مطالبون اليوم بأن يوجهوا كل هذا الحماس لبناء عراقهم الغالي ورفع سقف طموحهم ومطالبهم المشروعة
فخيرات العراق ليست بأقل من خيرات الخليج، والإنسان العراقي ليس بأقل كفاءة من أشقائه هناك.
اتركوا المجادلات الفارغة
اترُكوا الغوص في مشاكل التاريخ وتعقيداته.
اتركوا كل من يحاول أن يشغلكم بالمعارك الجانبية على طريقة (فرّق تسد) وما أكثرهم اليوم.
اجعلوا هذه الأهداف على كل جدار ، وفي كل محفل، وخاطبوا بها كل مسؤول.
اختصروها هكذا:
نريد حياة كريمة وآمنة ومحترمة
نريدُ وحدة وطنية بلا طائفية ولا عنصرية.
نريد عراقنا الذي نفخر به بين كل البلدان.
إذا توحدتم على هذه الأهداف فإنكم ستفوزون بكأس العراق العظيم كما فزتم بكأس الخليج.
إنكم والله تستحقون ذلك، والله ينصركم
- د. محمد عياش الكبيسي يكتب: خطابنا الإسلامي في الكوارث - الأحد _5 _مارس _2023AH 5-3-2023AD
- د. محمد عياش الكبيسي يكتب: آية الإسراء وآية العرش. - الجمعة _3 _مارس _2023AH 3-3-2023AD
- د. محمد عياش الكبيسي يكتب: رسالة إلى الحكومة العراقية - السبت _25 _فبراير _2023AH 25-2-2023AD