النظام الإيراني يطالب برؤية خاصة له؛ وحق الندية في اجتماع مجلس حقوق الإنسان الـ 52
إنه العجب العجاب في خطاب النظام الإيراني بالاجتماع الـ52 لمجلس حقوق الإنسان العالمي
مشاركة النظام الإيراني بالاجتماع الـ52 لمجلس حقوق الإنسان العالمي مثيرة للعجب وخطابٌ أكثر عجباً لوزير خارجيته
يبدو أن نظام الملالي الحاكم في إيران ينطلق مكيفا نفسه في بيئة المجتمع الدولي،
تلك البيئة التي تكيل بمكيالين وتتماشى مع كيل الملالي بمائة مكيال، وقد يبدو للآخرين من البسطاء أن (حسين أمير عبداللهيان) وزير خارجية خامنئي كان سيدا للموقف بخطابه في الاجتماع،
والحقيقة غير ذلك فقد أرخى المجتمع الدولي الحبل طويلا لنظامه وتستر على جرائمه إلى حدٍ توهم فيه أنه على حق وأن العالم خاضعٌ لهم
خاصة بعد رفض تيار المهادنة بالإتحاد الأوروبي تصنيف ميليشيا ما يسمى بـ الحرس الثوري ككيان إرهابي على القائمة السوداء للإتحاد الأوروبي،
وكذلك بعد قبول المجتمع الدولي بدخول إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية خامنئي غير الشرعي إلى مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة
وهو أي رئيسي أحد أفراد نظام الملالي الذي شاركوا في لجنة الموت التي أبادت أكثر من 30 ألف سجين في مجزرة إبادة جماعية صيف سنة 1988 بفتوى من خميني مؤسس نظام الملالي،
هذا بالإضافة إلى ضلوع إبراهيم رئيسي في جرائم أخرى ضد الإنسانية.
تقول العرب “من أمِن العقابَ أساء الأدب” فما بالكم فيمن أمِن العقاب تماما وعلى مدىً طويل من الزمن
وكيف يكون ذلك لو تعلق الأمر بجماعة قاصرة في قيمها وأخلاقها ورشدها تحلل وتحرم وتبيح كيف تشاء،
وعندما يكون الحياء نصف الإيمان أو شعبة من شعب الإيمان وجمالا للإنسان فكيف يصبح هذا الإنسان
وهذه الجماعة وهذا العالم إن تجردوا جميعا من الحياء والقيم، وكيف يكون حال ضحاياهم أفراد ومجتمعات ودول.
أستند في تعليقي الوارد في المحتوى أدناه من مقالي هذا على نشرٍ موقع نور نيوز إيران لخطاب وزير خارجية النظام الإيراني في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وسأُبين نصوص الموقع بخط أسفلها دون تصحيح أي خطأ طباعي فيها..وقد أورد الموقع:
قال وزير الخارجية «حسين أمير عبداللهيان»:
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تلتزم باحترام وتطوير حقوق الإنسان، وأدلى وزير الخارجية الإيراني بهذا التصريح، خلال كلمته في اجتماع مجلس حقوق الإنسان الـ52 «نور نيوز 28- 2-2023»،
ونقول له أما مفهوم وقيم الجمهورية فقد خرجوا عنها،
وأما مفهوم وصلب الإسلام فلم يخرجوا عنه فحسب بل شوهوا أشد تشويه بما ارتكبوه في إيران والعراق وسوريا واليمن والمنطقة والعالم،
وأما مفهوم الإيرانية فقد خرجوا عنه أيضا بظلم مواطنيهم وخانوا الأمانة وبغوا، وجرم بغي المؤتمن كبير،
وأما تلتزم باحترام وتطوير حقوق الإنسان فلا أعرف من سيصدقها بعد ما أُشير إليه في المقال أعلاه وبعد ما تناقلته وسائل الإعلام وإعلام ومسئولي النظام وشبكات التواصل الاجتماعي..
يا قوم ألا تستحون أليس فيكم رجل رشيد، أليس من السفه والجبن أن يدعي المرء بهذا الإدعاء بعد كل تلك البينات والصور والفيديوهات وأخر المتمة تسميم فتيات المدارس الثانوية بسلاح كيميائي محدود ونسبته لجماعة متطرفة ثم تتجهوا لتعتدوا في العراق وتسمموا نفس الجيل من الفتيات العراقيات من خلال سفهائكم وعصاباتكم في العراق لتثبتوا بأنكم أبرياء من الجرم، وعلى الرغم من تلك الجرائم والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان على يد هذا النظام داخل إيران وخارجها يعتقد عبداللهيان أن انتقادهم بهذا الخصوص أمرٌ خارجٌ عن الأُطر وإملاءات فجة.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن
«القرار الاممي الذي أفضى إلى تأسيس مجلس حقوق الإنسان، ينطلق من أهداف مبدئية لتطوير العلاقات القائمة على الصداقة بين الدول، واحترام مبدأ الحقوق الندية وحق الشعوب في تقرير مصريها»؛
مستدركًا: لكن في مرحلة التطبيق نشاهد بأنه يتم إرغام مجلس حقوق الإنسان لكي يضع قضايا خاصة نصب أعماله؛ الأمر الذي لم يقدم أي مساعدة لتطوير علاقات الصداقة بين البلدان،
وبما يلزم على هذا المجلس أن يعيد النظر في مصداقيته وتأثير من خلال التعاون والحوار الحقيقي بين الدول الأعضاء.،
وهنا ماذا يقصد وزير الخارجية بقوله أن حقوق الإنسان تنطلق من أهداف مبدئية لتطوير العلاقات القائمة على الصداقة وحقوق الندية بين الدول؟
هل يريد القول بأن تطوير العلاقات وحفظ المصالح بين الدول يقتضي التغاضي وعدم التزمت بتطبيق الحد الأعلى من الانضباط بمبادئ حقوق الإنسان حتى لو تمادت دولة ما في الظلم والإجرام والمساس بكرامة وحق الإنسان،
ثم ماذا يقصد بقوله احترام مبدأ الحقوق الندية (هل هي رسالة بأن النظام الإيراني ببرنامجه التسليحي النووي وغير النووي والطائرات المسيرات أصبح رقما حاضرا يجب القبول به ومسايرته..
وماذا يُخفي النظام وراء هذا التصريح) وهنا أيضا يبدو للوزير ونظامه أن مجلس حقوق الإنسان ومقرراته غير ملائمة لهم ولا تخدم موضوع تطوير العلاقات بين الدول وعليه يجب إعادة النظر فيه بعد متغيرات المرحلة الراهنة حيث أصبح نظام الوزير رقما يستوجب غض البصر يرتكبه من إجراءات مهما كان وصفها..إنه العجب العجاب.
الوقفات السلمية
وأوضح أن الوقفات السلمية التي نظمت بعد حادثة الوفاة المؤلمة للسيدة «مهسا اميني» في بلادي، جسدت روح التماسك والتعاطف عند الشعب الإيراني مع هذه المواطنة الشابة؛
مضيفا: لكن تدخل العناصر الإرهابية جرّ تلك التجمعات السلمية إلى العنف،
وفي السياق ذاته عمدت شبكات تلفزيونية ناطقة بالفارسية تتخذ من أمريكا وبريطانيا مقرا لها، إلى التحريض تحت غطاء برامجها الإخبارية على العنف والاغتيالات في البلاد.،
وهنا يبدر السؤال الأهم من الذي قتل «جينا أميني» التي سلبت حتى اسمها الحقيقي في قومها وتماما كما فعلت الشاهنشاهية فعلتم،
من الذي قتل «جينا أميني /أو مهسا أميني» هل قتلتها التدخلات الخارجية أم العناصر الإرهابية كما تزعم أم إرهابيي نظامك هم من قتلوها،
وهل كانت جينا أميني أول فتاة يقتلها إرهابيي النظام، ألم يسبقها حالات قتل وتعدي على الحرمات وانتهاك الأعراض، تطالبون بنات الناس بتغطية رؤوسهن كما تريدون بالإكراه ثم تعرون أجسادهن وتسحلونهن في الشوارع أمام الملأ العام دون حياءٍ أو خجل،
هذا بالإضافة إلى ما يرد عن حالات الاغتصاب، وماذا عن الفتيات الأخريات اللواتي قتلتموهن ونكلتم ومثلتم بهن والقيتم بهن جثثاً هامدة في الشوارع لتقيد جرائم ضد مجهول،
كما اغتصبتم البعض منهن في السجون، وكيف تعامل الوزير ونظامه الملائكي مع الوقفات السلمية للمواطنين
وهل مئات القتلى في الشوارع كانوا أشباح عفاريت من الجن ولا وجود لقتلى لأنها كانت سلمية لساعات وليس أشهر دون اشتباكات ولا دماء ولا أكثر من ثلاثين ألف معتقل مدني أعزل.
وتابع وزير الخارجية:
هذه التدخلات الخارجية أودت بحياة الأبرياء بمن فيهم 70 شخصا من القوات المنفذة للقانون،
وخلفت الدمار والكم الهائل من الأضرار في الممتلكات العامة والخاصة داخل البلاد،
وفي الوقت الذي لم يُسمح لقوات الشرطة باستخدام الأسلحة النارية، كانت عناصر الشغب تنهال عليهم باستخدام أنواع الأسلحة النارية والبيضاء،
لو لم تكن التدخلات الخارجية التي تحمي النظام وتعمل على بقائه لما وصلت اليوم إلى منصة الحديث تحت قبة مجلس حقوق الإنسان للإدلاء بهذا الحديث الفج العاري عن كل حق وصدق وفي قرارة أنفسكم تعترفون بذلك،
وتتكلمون عن مقتل 70 شخصا من أفراد قواتكم التي كانت تضرب الشعب بالورود ويرد عليها الشعب بالنار،
وهل بقى لنظامك وجود لو كان الشعب مسلحا بأنواع الأسلحة النارية كما تدعون،
وماذا عن الأطفال والـ 70 قاصراً الذين قتلتهم قواتكم القمعية هل كانوا مسلحين بأنواع الأسلحة النارية أيضا،
ماذا عن الطفل ذو الـ9 سنوات الذي قتلتموه في إيذه وعوقتم أباه وفصلتم أمه المكلومة عن التدريس حتى إشعار آخر،
وماذا عن البلوش الذين قتلتموهم والأكراد والأتراك والعرب والفرس،
وماذا عن كردستان العراق التي قصفتموها عدة مرات لتبرير جرائمكم ضد الانتفاضة الوطنية والتمهيد لما فعلته فواتكم الحربية في كردستان إيران،
وهل كان شعبكم متبطرا أم طفح به الكيل 44 سنة من القمع والتعسف والقتل والإعدامات والفقر والبطالة،
هلْ طالب شعبكم بمطالب معيشية وحق الدم للمغدورة جينا أميني فقط أم طالب برحيل النظام وإنهاء أسباب مأساته،
وهل أفرجتم فعلا عن معظم المعتقلين كحق لهم بعد تعذيبهم والتنكيل بهم أم لعجزكم عن إدارة السجون في ظل الأعداد المضاعفة من السجناء مما اضطركم إلى سجن البعض في بيوتهم مكبلين بالأصفاد،
وماذا فرضتم على السجناء قبل الإفراج عنهم، وماذا عن حريق سجن وملابساته وقتل السجناء برصاص حربي،
وهلْ أفرجتم عن السجناء السياسيين والسجناء المرضى بحالات حرجة، وهل أفرجتم عن النساء وخاصة المنفيات منهن،
وكم عدد أصحاب الجرائم الخطيرة الذين أفرجتم عنهم وهل ستوقفون عن تسريب المخدرات للسجون.. إنه العجب العجاب.
أما عن انتشار الجماعات الإرهابية
التي أشار إليها عبداللهيان مستدلاً بواقعة مرقد شاهجراغ في شيراز ما هي إلا أُكذوبة أبطلها الشعب الإيراني في حينها..
أكذوبة جاءت ضمن محاولات لتشويه الانتفاضة وقمعها، وكذلك محاولة اليوم للتهرب من فضيحة الكيماوي الذي تسبب في تسمم المئات
لا بل الآلاف من فتيات الثانوية في إيران بعد افتضاح الأمر إعلاميا وداخل مجلس النظام
ما دفع سلطات النظام إلى خلق جهة متطرفة تعلن عن مسؤوليتها
وتدعو إلى حظر تعليم الفتيات وللتأكيد على أنها جهة إجرامية متطرفة كررتم الوضع على فتيات العراق أيضا.
أما عن أغنية مكافحتكم للإرهاب فهي عديمة الإيقاع والتناغم فالكل يعلم أنكم تحمون أنفسكم وتديرون صراعاتكم خارج أراضيكم حتى أهلكتم دولا وشعوبا فما يقرب من 30 مليون عراقي وسوري ويمني ولبناني مشردون الآن بسببكم
عدا تدميركم للبلدان الأربعة وعيشكم ومد أمد نظامكم على حساب مآسيهم، وبحجة داعش أفسدتم في الأرض وخرجتم عن كل القيم والأعراف الدينية والأخلاقية،
وأما إدعاء ولائكم لآل بيت رسول الأطهار صلوته عليه وآله فكونوا شجعان واتركوه فقد شوهتم ذلك الاعتقاد بإدعائكم وما أصعب طريق آل البيت الطيبين الأطهار عليكم.
المتتبع للأحداث الجارية في إيران والمدقق في خطاب عبداللهيان في مجلس حقوق الإنسان لن يجد صعوبة في فهم صورة المشهد كاملا واكتشاف الحقائق
وكيف أن فقرات هذا الخطاب قد تم صناعة جزءا من أحداثها وربما تكون بتوصيات غربية كالعفو الجزئي المشروط بقيود قمعية مذلة عن بعض المحتجين المعتقلين
وقالها في خطابه بنفسه بعض المعتقلين عفو لبى التوصيات وتماشى مع طلب رئيس السلطة القضائية الذي تعاني أجهزته من عجز في إدارة السجون.
أما القضية الفلسطينية فلم ينساها من صاغوا الخطاب لـ عبداللهيان ليس إيمانا بها
وإنما هي الحجة والوسيلة لزروقة الخطاب وإعلاء سقف المزايدات ليكون النظام الإيراني المزايد رقم واحد في القضية الفلسطينية.
الحقيقة هي الحق ملاصقة له ويبقى الإدعاء مفضوحا مكروها كالباطل ولو تعالت قوته.