يؤكد مؤلفا كتاب «غزل المعلومات الاستخباراتية» أن العلاقة بين وكالات الاستخبارات والإعلام «مرنة ومتناقضة وداعمة»
قال الكاتب الصحفي البريطاني المخضرم «تشابان بينشر»:
إنه صار «مبولة عامة يصطف أمامها الوزراء والمسئولون ليقضوا حاجتهم» يقصد يمررون ما يريدون من خلاله!
بعض الصحفيين يعمل للجهات الأمنية بالذات الاستخبارات بصفة موظف يستلم راتب إضافة إلى راتب الصحيفة فيصيغ الأخبار والتقارير بما يناسب توجهاتهم.
يقوم الإعلام بتسريب أخبار ومعلومات كاذبة أو مخادعة
أو تضليلية من الجهات الأمنية لإرباك الخصوم وصياغتها بطريقة توحي بالمصداقية والموضوعية.
بعض الصحفيين ليسوا متواطئين مع الجهات الأمنية لكن يمارسون دور «تبادل مصالح»
تسرب الجهات الأمنية لهم أخبار خاصة مقابل ترويج أخرى خادعة!
بعض الصحفيين يتم استغفالهم من الجهات الأمنية فيظن أنه يحصل على سبق صحفي ومعلومات خاصة بينما الواقع خلاف ذلك وما هو إلا قنطرة لهم!
بعْض الصحفيين يتعامل مع الجهات الأمنية من قبيل الاستفادة المادية والمكافآت الدورية،
فينشر لهم ما يريدون دون تدقيق في الأخبار والمعلومات.
بعض الصحفيين ينشر ما تريده الجهات الأمنية اضطرارًا لان لديهم صور/معلومات شخصية تهدد حياته المهنية فـ«يرضى من الغنيمة بالإياب»! فينشر ما يريدون
بعض الجهات الأمنية تجاوزت الصحفيين وأنشأت أو تملكت وسائل إعلام جماهيرية والصحفيون العاملون غالبا لا يعلمون ذلك ويظنون أنهم في منشاة مهنية.
حتى أكثر المؤسسات الإعلامية المهنية مثل «BBC» فان هناك الكثير من التقارير تشير إلى تبادل مصالح بينها وبين هيئة الاستخبارات البريطانية.
الصحافة تسعى للربح، والإثارة والمعلومات والأخبار الطازجة تكسب جمهورا والجهات الأمنية مصدر جيد لهذا النوع من المادة الصحفية فما المانع؟!
في بلد عربي يوجد ضابط استخبارات مقيم بشكل دائم في كل قناة،
ولا يتم إجازة بث أي برنامج بالذات المباشر إلا بعد موافقته على الموضوع والضيوف!
في بعض البلدان العربية لا تمثل وزارة الإعلام إلا قشرة خارجية خفيفة بينما الواقع أن من يتابع ويقدم التقارير ويتخذ القرارات هي الجهات الأمنية.
سياسات قمعية بحجة مقاومة الإرهاب
تستخدم الجهات الأمنية الإعلام لتمرير سياسات قمعية بحجة مقاومة الإرهاب وتوظف برامج جماهيرية لتهيئة الرأي العام لذلك (برنامج24 الأمريكي).
بعض البرامج التلفزيونية في أمريكا تشعل لدى الجمهور الإحساس بالتهديد الأمني الشامل
وأن من الممكن أن تركع أمريكا على ركبها بسبب أعمال الإرهاب الوحشية!
بعض الدبلوماسيين عبارة عن رجال أمن لكن الإعلام يتعامل بصفتهم المعلنة
بالتالي يتم تمرير الكثير من الأخبار المغلوطة والآراء دون الانتباه.
المدير السابق للشئون العامة بوكالة المخابرات المركزية في أمريكا مارك مانسفيلد اعترف بالدور المذهل للصحافة في تحقيق الكثير من أهداف الوكالة.
وظفت الجهات الاستخباراتية مراسلين لتغطية أحداث ساخنة حول العالم
وكان دورهم الحصول على معلومات ميدانية يصعب على الجهات الأمنية التوصل إليها.
- د. مالك الأحمد يكتب: الإعلام والجهات الأمنية وطبيعة العلاقة بينهما - السبت _11 _مارس _2023AH 11-3-2023AD
- د. مالك الأحمد يكتب: الإعلام وصناعة التفاهة - الأثنين _30 _يناير _2023AH 30-1-2023AD
- د. مالك الأحمد يكتب: البرامج الوثائقية في خدمة القران والسنة - الأثنين _23 _مايو _2022AH 23-5-2022AD