ما حدث ويحدث داخل المسجد الأقصى وفي ساحاته في نهار رمضان ولياليه؛ وعلى مرأى ومسمع من عالم المسلمين وغير المسلمين، لم يسبق حدوث مثله منذ أن اجتاح أعداء الله بيت المقدس.. إلى اعترف لهم أولياؤهم به عاصمة موحدة أبدية كما يريدون..
ويظل السؤال هو.. لماذا وصلت الاستهانة بنا والمذلة ممن ضربت عليهم الذلة؛ إلى هذا الحد المخزي والمزري؟!
والجواب -أو بعض الجواب- يتلخص في بعض النقاط التي لاحت لي، والتي يمكن للقراء الكرام أن يزيدوا غيرها.. مما يضاف إليها..
وأولها:
أن أعداء الأمة على اختلاف صنوفهم أقاموا مع المنافقين العلمانيين تحالفا منظما لعقود طويلة؛ عمل لأجل الوصول إلى ذلك اليوم..
الذي كبل فيه أحرار الأمة وخواصها بمختلف القيود، والذي صارت فيه غالبية عوامها وجماهيرها تستهين بإهانة المقدسات، ولا تغضب لها ولا تهتم بعشر معشار انشغالها بالمباريات والمسلسلات، وتوافه الاهتمامات..
وثانيها:
أن من تولوا أمور المسلمين زورا.. تولوا عن نصرة المقدسات وحماية الحرمات، منشغلين بتطبيع العلاقات وإقامة السفارات مع المغتصبين أعداء الله، المصرين على إقصاء الأقصى بهدم كل معانيه قبل مبانيه، لإقامة هيكلهم الثالث فيه..
وأنهم بعد انصرافهم عن قضايا الأمة الكبار إغفالا وإدبارا..صاروا أشد إصرارا و أقوى إقبالا على قهر وإضعاف الأحرار الأبرار،
الذين كان يمكن أن يقودوا الأمة نحو تحرير أرضها أو تربية الجيل الذي يسعى لحماية كيانها وأعراضها،
متحالفين مع صنوف المعتدين ضدهم فيما اعتبروه حربا عالمية ضد «الإرهاب» الذي صار واصفا جامعا عندهم لكل المسلمين المناصرين لدين رب العالمين ..
وثالثها
أن هؤلاء الموسومين ظلما بالإرهابيين.. انشغلوا هم الآخرين بأنفسهم، وبمعاركهم الجانبية، سواء كانوا سياسيين مسالمين، أو جهاديين ثائرين،
أو حتى علميين أو دعاة ومربين (إلا من رحم الله) سائرين وراء أكثر أكابر التجمعات،
في طرق الشقاق والافتراق، بتقاذف الاتهامات وتبادل التخوينات.. بدل الاعتصام بحبل الله جميعا في وجه الظالمين المعتدين.
ورابعها:
أن فئات من المنسوبين لأهل السنة؛ سمحوا لرافضة الحق والسنة أن يكونوا في واجهة القضية المركزية، بعد أن تخلى الرسميون عن تلك القضية وألقوا بالبندقية، كأصحاب (لجنة القدس) التي باعت القدس،
وكالجامعة العربية الساعية حثيثا نحو ضم الدولة الصهيونية تحت لواء رابطة لا دينية شرق أوسطية، أو مذهبية إلحادية، تسمى (الولايات المتحدة الإبراهيمية)..!!
لقد صار أقصى ما نتمنى (قبل أن يهدم الأقصى) أو حتى لا يهدم الأقصى؛ أن يعود هذا المسجد الذي أسري بنبينا إليه إلى ضمائر وعقول وقلوب الأمة،
لتنصره وتفتديه حتى تكون أهلا للصلاة فيه.. قبل يصدق علي الجميع قول الكبير المتعال في سورة القتال: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم} (٣٨).
- د. عبد العزيز كامل يكتب: بعد هدوء العاصفة! - السبت _14 _مايو _2022AH 14-5-2022AD
- د. عبد العزيز كامل يكتب: مليونيات المساجد.. والاختيار الأخير - الأحد _8 _مايو _2022AH 8-5-2022AD
- د. عبد العزيز كامل يكتب: مليونيات المساجد.. والاختيار الأخير! - الخميس _5 _مايو _2022AH 5-5-2022AD