انصراف الأغلبية عن متابعة الشأن السوداني لا ينبع من قسوة في القلب ولا انسحاب من قضايا المحيط العربي والإقليمي لهوا وجهلا.
بدأت الأزمة على الأرجح منذ أول تجربة عرفها العالم العربي الحديث في نهاية ثمانينيات القرن العشرين في فلسطين المحتلة حين انشطرت الهوية بين فتح وحماس.
في كتابه «النظام العالمي القديم والجديد»
تنبأ المفكر اليساري الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي بأن إسرائيل تمهد لفض الإجماع العربي من حول القضية الفلسطينية من خلال تعميق شطر الهوية بين فتح وحماس، فيما سيعد أكبر ضربة لتفكيك تعاطف العقل الجمعي بشأن فلسطين التي وصفها القوميون بـ«قدس اقداس العرب».
كانت الضربة الثانية إغراق الدول المانحة لوزراء في فتح في أموال عارمة وتهم الفساد، بينما ظهرت حماس رمزا للتطرف الديني ولاحقتها تهم الإرهاب.
وحين نجحت تجربة فلسطين تتابعت الموجات، وانتكسنا معها في الانشطار والتشظي كما في السودان وليبيا واليمن والعراق وردتنا قرونا إلى الوراء.
ويبدو أن كل هذا يؤكد ما سعت إليه القوى الخارجية والاستبداد الداخلي من الرجوع بنا لمفاهيم «دولة القبيلة» التي ظن الرومانسيون العرب أن الاستقلال عن الاستعمار قد أودعها ذاكرة الشعر والأساطير، فإذا بها تطل برأسها المخيف كما لو أنها خرجت للتو من طزاجة العصر الجاهلي.
- د. عاطف معتمد يكتب: الانصراف عن متابعة الشأن السوداني - الأربعاء _17 _مايو _2023AH 17-5-2023AD
- د. عاطف معتمد يكتب: خبر صغير عن تاريخ كبير! - السبت _13 _مايو _2023AH 13-5-2023AD
- د. عاطف معتمد يكتب: امتنان الوقت المهدر! - الخميس _11 _مايو _2023AH 11-5-2023AD