قال الإمام الأوزاعي: «كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى فوق عرشه. ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته»
[اجتماع الجيوش الإسلامية ص 43]
وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله:
«إن الأخبار في صفات الله موافقة لكتاب الله نقلها الخلف عن السلف قرنا بعد قرن من لدن الصحابة والتابعين إلى عصرنا هذا على سبيل صفات الله والمعرفة والإيمان به والتسليم لما أخبر الله في تنزيله مع اجتناب التأويل والجحود وترك التمثيل والتكييف».
[ذكره ابن قدامة في ذم التأويل ص18].
وقال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله (310 هـ) :
فإن قال لنا قائل: فما الصواب في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله عز جل ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قيل: الصواب من هذا القول عندنا:
أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفى عن نفسه جل ثناؤه فقال: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
إلى أن قال: فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يُعقل من حقيقة الإثبات،
وننفي عنه التشبيه فنقول: يسمع جل ثناؤه الأصوات ، لا بخرق في أذن ، ولا جارحة كجوارح بني آدم.
وكذلك يبصر الأشخاص ببصر لا يشبه أبصار بني آدم التي هي جوارح لهم.
وله يدان ويمين وأصابع، وليست جارحة، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق، لا مقبوضتان عن الخير، ووجه لا كجوارح بني آدم التي من لحم ودم.
ونقول: يضحك إلى من شاء من خلقه، لا تقول: إن ذلك كشر عن أنياب، ويهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا» انتهى
«التبصير في معالم الدين» ص (141-142).
وقال الإمام ابن خزيمة رحمه الله :
«فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنا:
أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه نقر بذلك بألسنتنا ونصدق ذلك بقلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد المخلوقين عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين وجل ربنا عن مقالة المعطلين وعز أن يكون عدما
كما يقوله المبطلون أن ما لا صفة له عدم، تعالى الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات خالقنا
الذي وصف بها نفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم»
[التوحيد لابن خزيمة ج 1 ص 25]
وتوافق على نقل هذا المعتقد في أسماء الله وصفاته عن الصحابة والتابعين كل من صنفوا في الاعتقاد من أهل الحديث ،
وكان من متأخري من ألفوا في الاعتقاد على منهج الرواية بالأسانيد، الإمام الآجري رحمه الله [ت360] ،
قال: «اعلموا وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل أن أهل الحق يصفون الله عز وجل
بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما وصفه به الصحابة
وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع ولا يقال كيف بل التسليم له والإيمان به»
[الشريعة 2 / 51 ].
- د. صالح الرقب يكتب: مذهب السلف إثبات جميع الصفات الإلهية - الأربعاء _8 _يونيو _2022AH 8-6-2022AD
- د. صالح الرقب يكتب: الاحتجاج بالقدر - الجمعة _3 _يونيو _2022AH 3-6-2022AD
- د. صالح الرقب يكتب: الفرق بين الشفاعة والرحمة - الأحد _15 _مايو _2022AH 15-5-2022AD