كان الشيخ عز الدين رحمه الله وتقبله في عليين سُنيا سَلفيًا ولم يكن صوفيًا، بل كان محاربا لبدع وضلالات الطرق المتصوفة. ومثلها اليوم بدع وانحرافات وقعت فيها معظم الطرق الصوفية.
اقرأ المقال جيدا لتعرف تدليس المدلسين:
– لقد تميز صاحبنا عز الدين بعد عودته من مصر بالتزام الكتاب والسنة ومنهج الصحابة، مما يدلل على تأثره بالبيئة الإصلاحية السلفية في مصر، وذلك بعد أن كان صوفياً على الطريقة الصوفية القادرية كوالده وجده، ومن أوَّلِ مظاهر ابتعاد عن مثل هذه الطرق الصوفية البدعية أي بعد دراسته في الأزهر بمصر أنه منع زيارة قبر جده ووالده من قبل أفراد الطريقة الصوفية القادرية بالعراق.. فالحق عنده أحقُّ أن يتبع، وذلك لأنَّ السفر لزيارة القبور من الأمور المبتدعة التي نهى عنها الشرع الحنيف. ومعلومٌ أن كلَّ الطرق الصوفية اليوم توجد عندهم هذه الزيارة البدعية لقبور أوليائهم وطلب المدد منهم.
– وحين تأسّست في فلسطين فروع لجمعية الشباب المسلمين سنة 1928م والتي كانت قد تأسّست أصلاً في مصر سنة 1927م على يد نخبة من الشخصيات السلفية منهم العلامة محب الدين الخطيب والعلامة محمود تيمور باشا، كان الشيخ عز الدين رئيساً لفرع حيفا، وفي سنة 1932م انتُخِب عز الدين رئيساً مؤقتاً للمؤتمر العام لفروع الجمعية بفلسطين بوصفه أكبر الأعضاء سِناً، وقد استفاد رحمه الله من أنشطة الجمعية وانتشارها لنشر العلم والدعوة للج هاد في ربوع فلسطين، وتهيئة الشباب بدنياً للج هاد من خلال فِرق الكشافة التابعة للجمعية.
ولقد حارب كثيراً من البدع والخرافات الصوفية التي تنتشر بين الناس في ذلك الزمان مثل:-
– إنكاره حج النساء إلى ما يسمونه “مقام الخضر”، على سفوح جبل الكرمل؛ لذبح الأضاحي شكرًا على شفاء من مرض، أو نجاح في مدرسة. وكانت النساء – بعد تقديم الأضحية- يرقصن حول المقام الموهوم. فدعا الشيخ عز الدين الناس عامة إلى أن يتوجهوا بنذورهم، وأضاحيهم إلى الله تعالى وحده؛ لأنه لا يملك النفع والضر أحدٌ سوى الله تعالى. (وكثير من الطرق الصوفية في هذا الزمان تقدم النذور للمقبورين بزعم أنهم أولياء يطلبون منه المدد والعون وقضاء الحاجات لهم، ودفع الضرِّ عنهم).
– حارب ما يصنعه الصوفية الجهلة من بدع على المآذن في الأذان، وفي المساجد عقب الصلوات وغيرها. (وكثير من أتباع الطرق الصوفية يرفعون أصواتهم عقيب الصلوات إما بذكر مشروع أو غير مشروع).
– أنكر صاحبنا الشيخ قراءة المولد النبوي بالغناء والتمطيط، ورفض ما أدخل في سيرة مولده صلى الله عليه وسلم من الأمور التي لم تَثبُت، ودعا إلى العناية بأحوال وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، والتزام سُنّته العملية وسيرته كقدوة للمسلمين.
– وأنكر كما قال هو في كتابه: “ما يفعله الجهلةُ من القراءة بالتَّمطيط، وإخراج الكلام عن موضوعه، فحرام بإجماع العلماء، وقد أوضحتُ قُبحَه، وغِلَظَ تحريمه، وفسقَ من تمكن من إنكاره فلم ينكرْه”. (وهذا ما تفعله معظم الطرق الصوفية).
– أنكر على فرقتي البهائية والقاديانية اللتين تتواجدان في حيفا وعكا، وأنكر على من شارك في جنازة عباس البهائي.
– إنكاره رفع الأصوات بالتهليل والتكبير أثناء تشييع الجنائز. وهي القضية التي كَبُرَت حتى أصدر هو والشيخ كامل القصاب كتابه الوحيد (النقد والبيان في دفع أوهام خزيران، والدفاع عن سُنّة خير الأنام فيما يتعلق بالسُنّة، والبدعة، والمولد، وآداب قراءة القرآن، والصياح والنياح في الجنائز، والمآتم والمقابر).
– وهذه بعض العبارات الواردة في الكتاب مما يدلّ على سلفية كاتبيه: قالا عن كتاب الاعتصام للشاطبي: “وكنا نود أن نُرشد الأستاذ الجزار وتلميذه إلى الاستفادة من هذا الكتاب الذي لا ندّ له في بابه، ولكنا خشينا أن يرميا مؤلفه بالنزعة (الوهابية) – التي هي حُجّة العاجز لترويج الباطل، وإضاعة الدين- التي رُمِيانا بها، وإن تقدم زمن ذلك الإمام الشاطبي العظيم على زمن محمد بن عبد الوهاب ما يقرب من (500 سنة)!! لأنه لا يبعد أن يُعلّلا ذلك بأنه من باب أخذ المتقدم عن المتأخر!”… قلت: التاريخ يعيد نفسه فاليوم كل من يحارب البدع والضلالات الصوفية يتهم بالوهابية كما هي صنعة المدلس مع مخالفيه.
– وقالا في كتبهما: “يعلم أن ذلك الدعيُّ في العلم يعدُّ العمل بسُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم زيغاً، والعياذ بالله تعالى”. وقالا عن اتّباعهما للسنة النبوية: “وأكبر دليل على تمسكنا بسُنّة نبيِنا صلى الله عليه وسلم، وسُنّة الشيخين من بعده، نهينا الناس عن مخالفة سُنّة الخلفاء الراشدين في تشييع الجنازة برفع الصوت”.
– ومن الدلائل على سلفية عز الدين تعاونه مع الشيخ كامل القصاب في الثورة السورية والثورة الفلسطينية، والشيخ كامل القصاب من رؤوس السلفيين في الشام، وأحد الشخصيات التي اعتمد عليها الملك عبد العزيز بن سعود في تأسيس إدارة المعارف بمكة.
– ومن الدلائل على سلفية عز الدين أيضاً رجوعه في لكتب علماء السنة في كتبه للاستدلال على صحة ما يؤمن به وللرد على مبتدعة المتصوفة، ويؤكد ذلك قولهما: “إجماع السّلف الصَّالح مِن الصَّحابة والتَّابعين.. وقولهما: “فهل يرضى أهلُ الاختصاص أن يتركوا سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتركوا ما كان عليه الصحابة والأئمة المجتهدون، وما كان عليه السلفُ الصالح”.
– وممَّا يؤكدُ سلفية الشيخ عز الدين ثناءُ وتأييدُ كِبار السلفيين في عصره عليه وعلى الشيخ القصاب بسبب كتابهما “النقد والبيان النقد والبيان في دفع أوهام خزيران”، وهذا يُؤشرُ لوجود علاقاتٍ ومعرفةٍ بيَنه وبينَهُم سواءً كانت علاقة مباشرة أو من خلال علاقته بالقصاب، فمن هؤلاء في الشام: (الشيخ عبد القادر بدران، العلامة محمد بهجت الأثري بالعراق، والعلامة محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية. مع العلم أن الكتاب الذي ألفه الشيخ عز الدين مع زميله هو ردٌ على أحد أرباب الطريقة الشاذلية وهو الشيخ محمد صبحي خزيران الحنفي المردود عليه، وهذا يعني أن الشيخ عز الدين حارب خزعبلات الطريقة الشاذلية التي دافع عنها الشيخ خزيران بأوهامه كما هو ظاهر في عنوان الكتاب ومحتواه. وردُّ الشيخ عز الدين على خزعبلات وبدع الطريقة الشاذلية هو ردٌّ على كل الطرق الصوفية التي تتضمن كلها هذه الخزعبلات والبدع. وهو ردٌّ قوي على خزعبلات المدعو المدلس الذي زعم كذبا أن الشيخ عز الدين كان صوفيا شاذليا، والمدلس نفسه من قال: (أن الشيخ عز الدين كان صوفيا سنيا يعمل على تنقية التصوف السني مما علق به من البدع والخزعبلات)، وسؤالي للمدعو المدلس هل طَهَّرت الطرق الصوفية نفسها ممَّا عَلِقَ بها من الخرافات والبدع والضلالات أم لا؟؟!!، وأنصحك بدلَ دفاعك المستميت عن كفريات وضلالات شيخ الصوفية الأكبر ابن عربي وغيره الذين يتَمسَّحُ بهم مشايخ الطُّرقُ الصوفية وتترضى عنهم، أقول أنصحك لله أن تقوم بحملة مشابه لحملة الشيخ عز الدين ضد هذه الخزعبلات والبدع والضلالات الصوفية، بدل هذا الانشغال منك بتصحيح خرابيط وضلالات الطرق الصوفية بغزة، أم فقط تبحث عن الشهرة والإعجاب ممَّن ابتلوا بهذه الطرق الصوفية ووقعوا في فخاخ ضلالاتها وبدعها الشركية، وثم لماذا من يطلب منكم القيام بهذا الوجب الشرعي تتهرب منه، أو ترد عليه ردًا مضحكَا كما هو ملاحظ من متابعة ردودك على بعض المتابعين لك والمطالبين لك بذلك.
– ومن الإشارات المهمة على ترسيخ الشيخ عز الدين للسلفية في نفوس طلابه وتلاميذه ما نقله الأستاذ زهير الشاويش عن ملازمة أحد أبرز تلاميذ عز الدين والقادة التابعين له وهو أبو إبراهيم الصغير عند إقامته بدمشق لدروس العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
– ومن الإشارات اللطيفة في هذا الباب أن العلامة الألباني كان يحضر دروس العلامة محمد بهجت البيطار لكتاب الحماسة لأبي تمّام مع عدد من أساتذة المجمع العلمي منهم الأستاذ عز الدين التنوخي شريك الشيخ عز الدين في بيع الهريسة بالقاهرة!!.
– لمَّا رجعَ الشيخُ عز الدين من دراسته بالأزهر أخذ يعلِّمُ في زاوية والده – الزاوية عبار عن مكان استغله للتعليم وليس للدروشة، وتعليم الناس ضلالات وشطحات الصوفية كما في معظم زوايا الطرق الصوفية كما نشاهد في مئات الفيديوهات- وكان تدريسه يشمل الأطفال والكبار والعمال والفتيات، وشمل الجميع بتعليمه وإرشاده، ولم يقتصر على القرآن الكريم بل علمهم القراءة والكتابة والعلوم الأولية. كما عمل مدرساً في جامع السلطان، وبدأ يخطب في مسجد المنصورى بطريقة مختلفة عن الخطب التقليدية، فأصبحت القرية لا تتخلف عن صلاة الجمعة وبدأت آثار دعوته تنتشر ويلمسها الجميع، وبدأ وعي جديد ينتشر بين الناس يحرص على العلم والفضيلة وأداء الفروض الشرعية. ودرّس في مدينتي بانياس واللاذقية قبل أن يفتتح مدرسة في بلده جبلة سنة 1912م. وغدا بخطبه ودروسه وسلوكه موضع احترام الناس، وامتدت شهرته وسمعته الحسنة إلى المناطق المجاورة فقدم الإسلام بفهمه الواسع الطلق، وربطته بكثير من المواطنين صداقات متينة، فكثر أتباعه، وعظم شأنه، وذاع صيته.
– وعندما دخلت القوات الفرنسية سورية عام 1920م، رفع الشيخ عز الدين راية المقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين في الساحل الشمالي لسورية، وكان في طليعة المجاهدين الذين حملوا السلاح في الثورة (1919ـ 1920م) مع المرحوم عمر البيطار، فقد ترك قريته على الساحل، وباع بيته ـ وهو كل ما يملك ـ واشترى أربعاً وعشرين بندقية، وانتقل بأسرته إلى قرية جبلية ذات موقع حصين.
– ولما هاجر لفلسطين سنة 1920م عمل في التدريس أيضاً، فقد درّس في مدرسة الإناث الإسلامية وفي مدرسة البرج الإسلامية للطلاب، وهما مدرستان تتبعان الجمعية الإسلامية في حيفا، وكان يرعى طلابه علميا ويوجههم لبناء مستقبلهم بإرشادهم لما يوافق قدراتهم من مهن وأعمال.
وتولى الإمامة والخطابة والتدريس بمسجد الاستقلال، والذي أصبح منارة لبث العلم والوعي في حيفا وما حولها، وكانت خطبه ودروسه تتناول كافة شؤون الدين والدنيا، وبث فيها ضرورة العلم والعمل والجهاد حتى يحافظ المسلم على إيمانه وحياته من مطامع المحتلين أعداء الدين. ومعلوم لكل مطالع لسيرته في فلسطين لم يكن مريدا لأي طريقة صوفية ولم تكن له زاوية صوفية خاصة، وإلا لاشتهر هذا عنه، ولتلقَّفَت الطرق الصوفية هذا الموضوع ونشرته بشكل مكرر في مصنفاتها وكتبها.
– وكان يعقد اجتماعات سرية مكتومة في بيته وفي بيوت بعض أصدقائه، يحضرها عدد من الأشخاص المغمورين (غير البارزين أو المعروفين في ميدان الحركة الوطنية)، وكان يختارهم من الذين يحضرون دروسه ومواعظه، ويقوم بتهيئتهم وإعدادهم للجهاد، ويكوّن منهم خلايا جهادية، تقتصر عضويتها على نفر من المؤمنين الصادقين الذين لديهم الاستعداد الكامل للتضحية والفداء.
قلت: أين الزوايا الصوفية التي أقامها الشيخ عز الدين إذا كان صوفيا شاذليا أو تيجانيا، كما يزعم كذبا وزورًا لهذه الطرق الصوفية؟؟!!.
وإذا كان الشيخ عز الدين – كما ذكر المدعو المدلس في منشوره بالفيسبوك – قد (حارب البدع والخزعبلات التي أًلصقت بالتصوف السني وليست منه، وأنَّ التصوف السني الحق هو التمسك بالكتاب والسنة وما جاء عن السلف، والقيام بكل الفرائض والنوافل، والابتعاد عن المحرمات والبدع والمكروهات بل حتى خلاف الأولى عندهم ذنب، فهم أشد الناس تمسكا بالكتاب والسنة وأبعد الناس عن البدع. فالخزعبلات التي ألصقت بالتصوف السني). فهل الطُّرق الصوفية أيها المدعو ومنها الشاذلية – قد خلت من البدع والخزعبلات التي حاربها الشيخ عز الدين وزميله في كتابيهما، وهل هي من التصوف السني، وهي تتضمن بدعا أخرى وكثيرة غير التي حاربها الشيخ عز الدين نفسه، والتي يحاول المدعو المدلس جاهدًا الزعم بأنَّ الشيخ عز الدين هو واحدٌ من أتباع الطريقة الشاذلية، كي يُسجِّلَ له أتباعُ الطريقة الشاذلية العلاوية بغزة إعجابًا، كونه يدافع عن تُرهاتهم وضلالاتهم، ومن أتباع هذه الطريقة الشاذلية بغزة من ألصق الشيخ عز الدين بالتصوف كي يظهر لمتابعيه أنه من أتباع الطريقة الشاذلية، ومن هؤلاء الدكتور بجامعة الأزهر محمد من صوفية غزة الذي جعل الشيخ عز الدين في منشورٍ له في الفيسبوك صوفيًا، لينال إعجاب مريدي الطرق الصوفية وخاصة أتباع الشاذلية، وكتب الدكتور محمد من صوفية الشاذلية بغزة معجبا بمنشور المدلس: قفال: (جزاك الله خيرا سماحة.. لأنك حصحصت الحق في هذه المسألة)، ولكن لست أدري أيَّ حقٍ حَصَحَصَ يا دكتور، فالمُدلِسُّ استغل غفلة من يتابعه وجهلهم، كلن هيهات للباطل أن يبقى دون أن يجدَ من أهل الحقِّ الذين يدفعونه دفعًا ويبينون تهافته.
– من المعلوم أن والد الشيخ عز الدين كان من أتباع الطريقة القادرية، وكان الشيخ نفسه وهو صغير يتابع الطريقة مع والده، لكنه تركها بعد تلقي التعليم بجامعة الأزهر بمصر والتقائه بعدد من علماء السلف في مصر وغيرها، وقد ذكرنا بعضا منهم فيما سبق، وكونه اتخذ زاوية أبيه للتدريس فقد بينَّا ماذا كان يدرس، وأنه حول الزاوية أشبه لمدرسة صغيرة يلتقي فيها بالناس ليعلمهم العلم الشرعي، ويعلم الصبية قراء القرآن الكريم بأحكامه التجويدية، ومبادئ العلوم من قراءة وحساب. وإذا كان الشيخ وهو صغير يتابع طريقة أبيه القادرية فهل بعد أن تعلَّم العلم الشرعي بجامعة الأزهر بقي صوفيا قادريًا أم تحوَّل حسب زعم المدعو المدلس للطريقة الشاذلية، أو غيرها من الطرق الصوفية والتي قال في كتابه أن هذه الطرق مخالفة للكتاب والسنة.. جاء في كتابه: (النقد والبيان في دفع أوهام خزيران): “هذا كتاب الله – تعالى -، وهذه دواوين سنة خاتم رسله؛ من الوضوح بمكان في مثل مسألة الذِّكر والجنائز والتّراويح وغيرها، فليس في هذين الوحيين الثقلين هذه الطرق الصوفية بالبداهة، سواء منها عهد الشيخ لمريده أم الاجتماع، وكذا الصياح، ولفظ الجلالة وحده فضلاً عن لفظ “آهـ” والرقص، وغير ذلك مما هو معروف مشهور. وقد كانت مشيخة الأزهر الشريف الجليلة سئلت عن لفظ: “آهـ”، فأفتت بمنعه، والإجماع العلمي من أهله المجتهدين قائمٌ على منعه، ومنعِ إفرادِ لفظ الجلالة- يقصد الله-، إذ العبادات كلُّها لا تصحُّ إلاَّ بالكلام المفيد”. ومعلوم أن المدلس حشد أدلة باردة في تجويز الذكر بما حاربه الشيخ عز الدين ومشيخة الأزهر في زمنه. كما هو واضح فيما قاله الشيخ نفسه. وبمراجعة فتاوى مشايخ الأزهر قديما، – وهي ضمن كتاب صدر وفيه فتاوى كبار مشايخ الأزهر في انحرافات عقائد وسلوكيات الطرق الصوفية- نجد مصداقية قول الشيخ عز الدين.
– وأما زعم المدلس أن الشيخ عز الدين كان صوفيا شاذليًا فهو زعم هو أوهن من بيت العنكبوت، إذ لم يذكر دليلاً واحدًا لإثبات افترائه، لأنه لم ولن يجد!.
بل الأدلة تدحض هذا الافتراء الواضح، ومنها: ما جاء في كتاب الشيخ عز الدين وصديقه (النقد والبيان في دفع أوهام خزيران): “هذا كتاب الله تعالى، وهذه دواوين سنة خاتم رسله؛ من الوضوح بمكان في مثل مسألة الذِّكر والجنائز والتّراويح وغيرها، فليس في هذين الوحيين الثقلين هذه الطرق الصوفية بالبداهة، سواء منها عهد الشيخ لمريده أم الاجتماع، وكذا الصياح، ولفظ الجلالة وحده فضلاً عن لفظ «آه» والرقص، وغير ذلك مما هو معروف مشهور. وقد كانت مشيخة الأزهر الشريف الجليلة سئلت عن لفظ: «آه»، فأفتت بمنعه، والإجماع العلمي من أهله المجتهدين قائم على منعه، ومنع إفراد لفظ الجلالة، إذ العبادات كلها لا تصح إلا بالكلام المفيد”…
قلت: والطرق الصوفية ومنا الطريقة الشاذلية تتضمن ما لا علاقة له بالوحيين الثقلين كعهد عهد الشيخ للمريد والاجتماع على المديح وغيره في الحضرة السرية الليلة أو العلنية، وكذا الصياح كما هو مشاهد، والذكر بلفظ الجلالة : الله” وحده، فضلاً عن لفظ «آه» والرقص، وغير ذلك مما هو معروف مشهور، كما جاء في نقده وتحريمه كما هو واضح في الكتاب. ومن عجب أن المدلس المدعو الملس كتب منشورا في صفحته على الفيسبوك يحلل مثل هذا الذكر البدعي الذي انتقده الشيخ عز الدين وصديقه في كتابيهما السالف الذكر.
– علق أحد المتابعين للمدعو المدلس أن الشيخ عز الدين ليس من أتباع الطريقة الشاذلية ولا الطريقة القادرية بل هو من أتباع الطريقة التيجانية، فما كان من المدلس إلا القول: بأن الشيخ عز الدين كان على تواصل معهم، دون أن يقدم دليلاً واحدا على هذه الدعوة، فقط يجيب مسايرة للمتابع كي لا يخسره، فعاود المتابع: لا بل هو تيجاني يا شيخنا واستدل بترجمات أتباع الطريقة له في ترجماتهم، ويقوم متابع واسمه محمد التيجاني بتنزيل صفحة من هذه الترجمة التي ذكرت اسم الشيخ عز في العنوان وتحته: خليفة الطريقة التيجانية بحيفا فلسطين. وعندما طالبه أحد المتابعين (أين نرى محاربتكم (البدع المنتشرة بين العوام كالذبح لمقام الخضر عليه السلام، والتراقص حوله، والصياح والضجيج والنواح وراء الميت وغير ذلك من البدع)؟. كان رد المدلس: (راجع مقالاتي من سنوات، وخاصة الرد على نواقض الإسلام العشرة للنجدي.. وأنا أسألك: أين وجدتني أروج لمثل هذه الخزعبلات؟ يكفي قولي إنها خزعبلات في مقالي هذا لتعلم إني أنكره. هوايتكم المشاغبة)… قلت: لن يقوم المدعو بنشر بدع وخزعبلات وضلالات الصوفية لأنه الآن مشغول بالدفاع عن كل خرافات وشركيات الصوفية وتأويل شركيات وشطحات شيخهم الأكبر ابن عربي وإضفاء الشرعية على أقواله التي لا تحتمل التأويل الفاسد الذي يجتهد فيه بهواه الذي جعله إلها له يصحح كفريات ابن عربي وغيره ويطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار منظري المذهب السلفي، ويستخدم المدلس مصطلح الوهابية في طعنه في المذهب السلفي كما يفعل غيره من خصوم مذهب السلف اليوم.
– وأما ما تضمنه كتاب الشيخ عز الدين من القول: (نقل العلامة الزَّبيدي الشَّهير بمرتضى في «شرح الإحياء»، قال: “قال الشيخ الأكبر – قدس الله سره- في كتاب «الشريعة والحقيقة»: الصفة التي يقوم بها المصلِّي في صلاته في رمضان أشرف الصِّفات؛ لشرف الاسم بشرف الزَّمان، فأقام الحق قيامه بالليل مقام صيامه بالنَّهار، إلا في الفريضة؛ رحمةً بعبيده وتخفيفاً). فملاحظ أنه نقل الكلام نقلا وليس هو من إنشائه لمواجهة الصوفية الذين يقولون البدع التي حاربها الشيخ عز الدين وهم يقدسون شيخهم الأكبر ابن عربي. فكأنه يقول لهم هذا شيخكم الأكبر الذي تقدسونه قد ذهب إلى خلاف ما عندكم من بدع وانحرافات. ومن خلال نقل الشيخ عز الدين من كتاب شرح الإحياء للزبيدي قد تَبيَّنَ أنه لم يطالع كتب ابن عربي وغيره من كبار الصوفية المبتدعة أهل الضلال والشرك، وإلاَّ لأكثر النقل من كتبهم في المسألة التي هو بصددها، ولو اطلع عليها لنفض يده منهم لكثرة ما فيها من كفريات، كما قال اطلع عليها مئات من علماء السلف، وخاصةً أن الشيخ عز الدين قد حارب البدع والضلالات والشطحات وما أكثرها في كتبهم، خاصة أنه في تلك الفترة صدرت (رسالة فتاوى أئمة المسلمين بقطع لسان المبتدعين) للشيخ محمود محمد خطاب السُّبكي والتي نالت تقاريظ وفتاوى جمع غفير مِن كبار علماء ومشيخة الأزهر، ومنهم الشيخ سُليم البِشْري المالكي، وشيخ الإسلام الشيخ حَسُّونَة النَّواوي الحنفي، وشيخ الإسلام الشيخ محمد أبو الفضل الجِيزَاوي المالكي، وشيخ شيوخ السادة الشافعية الشيخ محمد البحيري، ومفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ محمد بَخِيت المطيعي، وقد تضمنت رسالة الشيخ السبكي دعمًا ومناصرةً للكتابِ الذي ألَّفه الشيخ عز الدين وزميله في نقد ًالمدافعين عن بدع وضلالات الصوفية ومحاربتها كما مرَّ سابقا.
كتبه دفاعًا عن شيخ المجاهدين/ أ.د صالح حسين الرقب أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة
غزة – فلسطين.
- د. صالح الرقب يكتب: دفاعًا عن سلفية شيخ المجاهد ين عز الدين - الأحد _29 _يناير _2023AH 29-1-2023AD
- د. صالح الرقب يكتب: عوامل انهيار الحضارات والأمم - الأربعاء _30 _نوفمبر _2022AH 30-11-2022AD
- د. صالح الرقب يكتب: وثاق سرية تكشف فساد الأجهزة الأمنية الفتحاوية - الجمعة _25 _نوفمبر _2022AH 25-11-2022AD