في عام (1381 هـ – 1961م) ظهر الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وهو يفطر في نهار رمضان ويدعو الشعب إلى الإفطار..
ولكي يعطي الأمر لباسه الشرعي، طلب من مفتي تونس آنذاك.. وهو العلامة «الطاهر بن عاشور» رحمه الله، أن يفتى بجواز الإفطار بدعوى زيادة الإنتاج!
ظهر الشيخ -الطاهر بن عاشور للإذاعة التلفزيون التونسي، وأنظار الناس وأنقاسهم محتبسة مما سيقوله الشيخ المفتي..
قام الشيخ بتلاوة آية الصيام:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} البقرة
ثم أتبعها بقوله:
«صدق الله وكذب بورقيبة، صدق الله وكذب بورقيبة، صدق الله وكذب بورقية».
قالها ثلاث مرات وأفتى بحرمة الأفطار وأنّ من يفعل ذلك فقد «أنكر معلوماً من الدين بالضرورة».
وأبطل دعوى ان الصيام ينقص من الأنتاج.
ومن حيتها خرست الألسن وما استطاعت الحكومة التونسية إلا أن تنسحب من الميدان، وأعلى الله فريضة الصيام في تونس على يد الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله.
الشيخ ومفتي الديار التونسية الطاهر بن عاشور، لم يكن يتقرب إلى الحكام، ولقد ترك مسافة كبيرة بينه وبينهم، مذ توليه مهمة الإفتاء، وما تلقى منهم منحة أو عطية.. هو نموذج يجب أن يحتذي به العلماء الذين يغيّرون فتاويهم تلبية لأهواء السلاطين والحكام كما نرى في أيامنا.
ما أحوجنا إلى أمثاله في أيامنا.
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
- د. صالح الرقب يكتب: الفرق بين الشفاعة والرحمة - الأحد _15 _مايو _2022AH 15-5-2022AD
- د. صالح الرقب يكتب: تأثير «الصهيونية-مسيحية» في النظام العربي - الخميس _12 _مايو _2022AH 12-5-2022AD
- د. صالح الرقب يكتب: الحبيب بورقيبة.. والعالم الرباني - الخميس _7 _أبريل _2022AH 7-4-2022AD