في الثمانينيات، على وجه التقريب، أعلن اتحاد التربويين العرب ببغداد الذي شاركنا في تأسيسه عام 1975، عن عقد مؤتمر –إن لم تخني الذاكرة، يتصل بقضية (الأمن النفسي)، فتقدمت بدراسة عن (الأمن التربوي).. وأرسلوا لي الدعوة، وتذكرة الطائرة إلى بغداد..
بعد فترة وجيزة، فوجئت بإرسالهم اعتذارا عن دعوتي، وإلغاء تذكرة الطائرة..
صدمني هذا الأمر بطبيعة الحال، وخاصة أنني لم أعرف، ماذا جرى؟
بعد فترة، كنا نعقد مؤتمر رابطة التربية الحديثة السنوي، وكان ممن دعوناهم من خارج مصر:أمين عام اتحاد التربويين العرب، حيث كنا نلحق الدعوة بالتنبيه أن الرابطة لن تتحمل نفقات السفر والإقامة، نظرا لفقرها المالي الشديد.
فلما جاء أمين اتحاد التربويين العرب، كان من الطبيعي أن أسأله عن سر تراجعهم عن دعوتي إلى مؤتمرهم السالف الذكر؟
وصدمتني الإجابة..
أستاذ علم نفس تربوي، كان معارا إلى تربية بغداد، أخطر حزب البعث أن الدكتور سعيد إسماعيل: إخوان مسلمين؟!!
هنا كانت صدمتي أكبر..
فأنا طوال مسيرة حياتي، لم أنتم إلى أي تنظيم، لا لحسابات أمنية، وإنما لأني تعودت على أن أكون مستقلا فكريا، منذ صغرى..
كذلك مما صدمني، أن أستاذ علم النفس التربوي هذا، لم تكن لي به سابق صلة، لا من قريب ولا من بعيد.. فقد كان من أساتذة كلية المعلمين، قبل توحيدها مع كليتنا الأصلية (تربية المنيرة)..
ورب ضارة نافعة..
توسعت في بحثي، وأخرجته كتابا بعنوان (الأمن التربوي العربي)، افتتحت به سلسلة كنت أشرف على إصدارها باسم (قضايا تربوية)..
وحرص أمين اتحاد التربويين، أن يعوضني عما حدث، فأرسل لي دعوة لزيارة بغداد، مدة أسبوع كامل، سعدت به أيما سعادة..
- د. سعيد إسماعيل يكتب: اختلاق عدو - الأربعاء _26 _أبريل _2023AH 26-4-2023AD
- د. سعيد إسماعيل يكتب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان - الخميس _20 _أبريل _2023AH 20-4-2023AD
- د. سعيد إسماعيل يكتب: أهم غاية للشرع الإسلامي - الأثنين _17 _أبريل _2023AH 17-4-2023AD