أهم غاية للشرع الإسلامي.. هي تكريم الإنسان وتحريره، وتحقيق العدل والسعادة في الدنيا والآخرة، وفى ذلك جاء قوله تعالى في سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}
بهذا الأسلوب الذي يفيد -كما يقرر علماء البلاغة- حصر الرسالة الإسلامية فى تحقيق الرحمة العامة الشاملة للعالمين جميعا،
على اختلاف أجناسهم وألوانهم ، وعلى امتداد زمانهم ومكانهم ، حين يستجيبون لها ويتضيئون بنورها .
كما يقول تعالى في سورة النحل:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)} ،
وفى سورة الإسراء: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}.
وتحقيق هذه الرحمة السابغة لا يكون إلا بتحقيق العدل والمساواة والكرامة والحرية للناس جميعا، في ظل من الشعور بالأخوة الإنسانية والنسب الواحد،
ذلك الشعور الذي يجعل هذه الحقوق الإنسانية أمرا فطريا طبيعيا، وقدرا مشتركا بين جميع أفراد السلالة البشرية، يستند إلى وحدة الأصل والمنشأ،
وتساوى الأخوة في الحقوق والواجبات، ولذلك يؤكد القرآن هذا ويلفت الأنظار إليه، فينادى «يا بني آدم»، في آيات كثيرة ،
مثل ما جاء في سورة الأعراف
{يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}،
وفى سورة الأعراف أيضا:
{يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35)}.
- د. سعيد إسماعيل يكتب: اختلاق عدو - الأربعاء _26 _أبريل _2023AH 26-4-2023AD
- د. سعيد إسماعيل يكتب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان - الخميس _20 _أبريل _2023AH 20-4-2023AD
- د. سعيد إسماعيل يكتب: أهم غاية للشرع الإسلامي - الأثنين _17 _أبريل _2023AH 17-4-2023AD