- الإعجاز الإنبائي والتاريخي في كتاب الله - السبت _16 _يناير _2021AH 16-1-2021AD
- د. زغلول النجار يكتب: محمد رسول الله ﷺ - السبت _28 _نوفمبر _2020AH 28-11-2020AD
- د. زغلول النجار يكتب: من أسباب سعة الرزق - الأربعاء _18 _نوفمبر _2020AH 18-11-2020AD
عاش رسول الله ﷺ ثلاثة وستين عاماً قمرياً، أربعون منها قبل البعثة قضاها في العبادة الفطرية، وثلاثة وعشرين بعد البعثة قضى منها ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة، وعشر سنوات في المدينة المنورة، قضاها كلها في الدعوة إلى دين الله وفي العمل الدؤوب لإقامة دولة الإسلام.
وفي هذه السنوات خاض رسول الله ﷺ قرابة الثلاثين معركة والستين سرية وبعثة. كما واجه عدداً من الحروب النفسية التي تراوحت بين اتهامه ﷺ بالشعر والكهانة والسحر، ومطاردة أتباعه وتعذيب بعضهم حتى الموت، وحصاره ومن آمن معه في شعب بني هاشم لثلاث سنوات كاملة حتى أكلوا ورق الشجر.
هذا بالإضافة إلى محاولات قتله أو نفيه أو سجنه، إلى رمي بيته بحديث الإفك، والغدر برسله (كما حدث في كل من سرية الرجيع، وسرية بئر معونة) إلى غدر اليهود ونقض عهودهم جميعها معه فعاقبهم ﷺ على ذلك بإخراجهم من الجزيرة العربية وأمر بتطهيرها من دنسهم وخبثهم ومؤامراتهم، وفاضت روح رسول الله ﷺ إلى بارئها في ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة 11هـ.
وبوفاته ﷺ انقطع وحي السماء، وخُتمت النبوات، واكتملت الرسالات السماوية، التي تجسدت كلها في الرسالة الخاتمة المتمثلة في القرآن الكريم وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين).
وتمت نعمة رب العالمين على عباده المؤمنين بحفظ هذا الدين الخاتم في مصدريه: القرآن الكريم وسنة خاتم النبيين وبنفس لغة الوحي (اللغة العربية) حتى يُمثل ذلك بقاء هذا الرسول الخاتم قائماً بين ظهراني كُلٍّ من الثقلين: يعظهم بكتاب الله وبالسُّنة الشريفة حتى قيام الساعة.
فالقرآن الكريم يؤكد أنه كان للإنس رسل من أقوماهم كما كان للجن رسل من أنفسهم، ولكن خاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ بُعثَ للثقلين لقول ربنا (تبارك وتعالى):
*يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ* (الأنعام: 130).
وبذلك لا يكون للناس حجة على الله بعد انقطاع الوحي، وانقضاء دور كل من الأنبياء والمرسلين، فصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هُداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، وعلى جميع أنبياء الله ورسله وعلى من تبعهم بإحسان إلى أن يرث الله (تعالى) الأرض ومن عليها.
وفي الأثر: “إذا مات العالم… انثلم في الإسلام ثلمة، ولا يسدها شيء إلى يوم القيامة” فما بالنا بفقد رسول الله ﷺ!!