يسْتَدل أنصار إيران بما جاء عن نبينا أنه قرأ قوله تعالى:
{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، قَالُوا: مَنْ همْ يَا رَسُولَ اللهِ.؟ قَالَ: وَسَلْمَانُ الفَارِسِيِّ إِلَى جَنْبِهِ، قَالَ: «همُ الْفرْسُ هَذَا وَقَوْمُهُ».
واعتبروا أن هذا الحديث ينطبق اليوم على مواقف إيران..
صحة الحديث:
هذا الحديث رواه الترمذي من طريق شيخ.. وهذا الشيخ مجهول، فتكون الرواية ضعيفة.
ورواه الطحاوي وابن حِبَّان وغيرهما من طريق مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ..
قال عليُّ بن المَدِينيِّ عن مسلم هذا: ليس بشيء. وقال الرَّازي: لا يحتجُّ به. وقالَ النَّسائيُّ: ضعيف. وقَال أبو زرْعة الرَّازي والبخاري: هو منْكر الحديث.
ورواه الطحاوي من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ..
قالَ عنه أحمد: إذا حدَّث من حفظه يَهِمُ ليس هو بشيء، وإذا حدَّث من كتابه فَنَعَم..
وقالَ أيضا إذا حدث من حفظه جاء ببواطيل.. وقَال أبو حاتم: لا يحتجُّ به.
وقالَ أبو زُرعة: عبد العزيز الدراوردى سيئ الحفظ…
ورواه الطحاوي من طريق عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ، وهو متروك بالإجماع.
ثم إن كل طرق هذه الرواية إنما جاءت عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله.. وفي رواية العلاء نفه كلام، وأنَّ له أحاديث منكرة.
خلاصة الحديث: ضعيف بهذا الإسْناد..
– ثم إنَّ الآية جاءت مشروطة، فيما إذا تولى صحابة النبي عنه، فلا الصحابة تولوا، ولا ربنا استبدلهم..كما في قوله تعالى لنبيه: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ..
فلم يشرك نبينا، ولم يحبط عمله، وإنما هو تهديد لغيره ممن أشرك..
والحديث الصحيح الذي في الصحيحيْن بلفظ:
عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ، قَالَ: كنَّا جلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سورَةُ الْجمُعَةِ، فَلَمَّا قَرَأَ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}،
قَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ يَا رَسُولَ اللهِ فَلَمْ يرَاجِعْهُ، حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، ثمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ».
إذن الإيمان والعلم والدين، يأتي من رجال من بلاد فارس، تَبَعاً لأئمة العرب؛ لقوله تعالى:
{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}، وليس استبدالاً.
– وفارس قديماً ليست هي إيران اليوم، إنما هي إيران وما بعدها، وقد تحققت نبوءة نبينا ولحق بالمسلمين العرب أئمةٌ من بلاد فارس،
كالبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة، وأبي حنيفة وابن راهويه، وسيبويه وكبار أئمة الحديث والفقه واللغة والتفسير وغير ذلك.
وكان منهم المجاهدون الأبطال..
أما إيران اليوم فهم أهل شرك، وعداوة لله ولرسوله ولجماعة المسلمين..
خسئ أنصار إيران، وخسئت إيران من أن يكونوا أنصارا لله ولدينه ولرسوله ولجماعة المسلمين المستضعفين… بل هم أهل نفاق وحقد وتقيَّة..
- د. خالد عبد القادر يكتب: مهلاً أنصار إيران - الجمعة _17 _فبراير _2023AH 17-2-2023AD
- د. خالد عبد القادر يكتب: هل الكوارث الطبيعية عقوبة أو ابتلاء؟ - الخميس _9 _فبراير _2023AH 9-2-2023AD
- د. خالد عبد القادر يكتب: القرضاوي كما عرفتُه «5» - الأحد _23 _أكتوبر _2022AH 23-10-2022AD