وتوفي اليوم راهب هذا البلد وأحد زهادها وعبادها، بقية الخير ومدرسة الورع، كثير الصلاة، حسن السمت، طيب المعاملة، نقي السريرة، طويل القيام؛ فضيلة الشيخ الأصولي الشافعي أسامة محمد عبد العظيم حمزة.
والشيخ هو أستاذ أصول الفقه ورئيس قسم الشريعة بالأزهر الشريف، وهو أحد علماء مصر وشيوخها الذين شهد لهم القاصي والداني بالزهد والحرص على العبادة والذكر والطاعة والتسنن والانقطاع إلى الله؛ إلا بالكفاف وقدر الحاجة!
وكان مثله ممن اشتهروا بذلك فضيلة الشيخ المحدث رقيق الحاشية لين الجانب محمد عمرو عبد اللطيف الشنقيطي رحمه الله وطيب ثراه، وفضيلة الشيخ أبو ذر القلموني أطال الله بقاءه في طاعته وأحسن ختامه.
ماتوا وقد كنا نظنهم أوابد الأرض التي لا تميد،
أو مساجد مصر العتيقة تلك التي رسخت واستعصت على الزوال وأخلدت إلى البقاء،
ترى أي شيء يراد بك بعد ذلك يا مصر، ولم يذوب ملح الأرض منك، وما أنت مقبلة عليه في قابل الأيام!
اللهم ارحم عبدك أسامة عبد العظيم وقد شهد له أهل العلم والعمل والصلاح، ورغم اعتزاله الشأن العام والمعترك السياسي ومواجهة الظالمين،
إلا أن حسن الظن بالله أن ينجي أهل الخير من المؤمنين ولو بباب من الخير عرفوا به انتساباً، وثغر من الدين قاموا عليه لله احتساباً.
فاللهم إنا نشهد أنهم أرادوا أن يُعرفُ الله في الأرض ويذكر، وأنهم أرادوا أن يعبد ويشكر، فأكثروا لوجهه الصلاة والدعاء،
وسكبوا فيه العبرات حزناً ألا يجدوا ما يحملون عليه إليه، حتى احتملهم الحزن إلى طريق الرسول ومسارات الأُلى العدول،
فاللهم قربهم وأكرمهم بما أنت أهله.
- د. خالد سعيد يكتب: أحوال العباد مع الله ﷻ - الثلاثاء _28 _مارس _2023AH 28-3-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: أيها المزلزلون أنتم بنو الأرض - الأثنين _20 _مارس _2023AH 20-3-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: أبو مازن.. وأهمية الجانب الوجداني في الدعوة - السبت _18 _مارس _2023AH 18-3-2023AD