د. خالد سعيد يكتب: فيلم العار

هجوم كاسح وتردد واجف في رفض ومعالجة قضية فيلم أصحاب ولا أعز.

ومع كراهيتي للتريندات وكذلك البراندات؛ رأيت أنها فرصة لإظهار بعض الحقائق التي ينبغي إرساؤها:

أولاً:

ينبغي التركيز على أصل كل داء وهو تسلط أنظمة الطاغوت على بلاد المسلمين، وإعمال قوانين وأحكام وثقافات وأخلاقيات الكفار في دماء وأعراض وأموال أبناء المسلمين، فالشيطان يحاول احتلال موقع السلطة من كل شيء؛

قال تعالى مخاطباً عدوه إبليس: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان).

يراجع الجزء الأول من كتاب عندما ترعى الذئاب الغنم لشيخنا رفاعي سرور رحمه الله.

ثانياً:

إن فجاجة الدعوة للمنكرات والترويج لها والدعوة للتعايش معها؛ هي عمل طلائع الخراب الذين يمثل كل واحد منهم في حد ذاته خطوة من خطوات الشيطان، ودرجة في سلمه المتهالك نحو الهلاك والخراب والدمار، وهو عمل خطير لا ينبغي التهاون معه ولا مع أصحابه، ولكنه مما تعافه النفوس الكريمة، ويحدث رد فعل عكسي على المستوى النفسي في الأمة شيباً وشباناً، رجالاً ونساءً، وكما سينشئ فئاماً ضالة تتبع تلك الخطوات؛ فإنه سينتج عناصر بشرية كريمة تعاف نفوسها هذا الهراء المنتن.

ثالثاً:

يجب شرعاً إنكار المنكر، بحيث يكون الإنكار سرياً إن كان الفعل سرياً أو في نطاق محدود، وهذا الذي تنبغي إماتته بكتمانه والسكوت عنه، وعلنياً إن كان الفعل علنياً وهذا الذي يكون فيه التغليظ على الفاعل بل والتشنيع عليه إن كان مجاهراً ومصراً، كما ينبغي هجر أصحابه والدعوة لمقاطعتهم ومقاطعة أفلامهم وتطبيقات الدعارة الخاصة بهم مثل Netflix وأشباهها.

رابعاً:

على التوازي من النكير والهجر والتغليظ وهو حق الأمة ودينها وكرامتها؛ يجب النصح لهؤلاء الممثلين سراً وجهراً وهو حقهم كمسلمين، وبقاء مناشدات لطيفة ودعوات رقيقة تدعوهم بالحسنى إلى التوبة لله تعالى والتبرؤ من هذه الشنائع البغيضة؛ لقول الله تعالى في أمثالهم: (فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً) أي يصل قلوبهم وعقولهم وصولاً مستيقناً استجابوا له أم لا.

خامساً:

بعض الممثلات بعدما تصلن إلى سن اليأس وتبدأ أو تكاد دائرة الضوء والشهرة بالانحسار عنهن، تبدأن في التعري ومحاولة إصلاح عمل الدهر في وجوههن وأبدانهن وجمالهن؛ ومن شؤم بعض المعاصي خاصة الجهرية منها؛ أنها تكون من أشد الحوائل والعوائق أمام التوبة والعودة للصواب بل يدفعهن للتمادي في الفحش والتعري، ولكنهن والله تبقين العار والفضيحة لأبنائهن حتى لو تبن ورجعن إلى الله، وهذا من شؤم ونكد هذا الطريق، فاللهم تب علينا وعليهن يارب.