«لا ينال هذا العلم إلا من عُطِّلَ دكانه وَخُرِّبَ بستانه وهجر إخوانه ومات أقرب أهله إليه فلم يشهد جنازته»!
قول قديم؛ كنت قد قرأته -أو نحوه- في مبتدئ أمري لبعض أهل العلم، لكنني لم أفهم ساعتها بدقة ماذا قصد قائله بهذا؟ ولماذا هو متشائم؟
وكنت إذ ذاك صغيراً؛ نعم، لكنني تعلمت من والديَّ رحمهما الله ألا أمرر شيئا دون فهم،
ولا دون توشيج وربط للعلائق، والصدق أن كليهما كانا شيئا وأحدهما شيء آخر فكانوا كثلاثة، هو وهي وهما؛ رحمهما الله كما ربياني صغيراً.
استقرت الكلمة في عقلي واستغرقت نفسي، ربما لم أفهم بدقة كل معناها أو جميع أبعادها،
لكن خلاصة الحكمة تلك؛ ظلت عالقة في ذهني تشغل فؤادي!
ترى ماذا أصابه ليقول مثل هذا؟ ما الذي عطل دكانه أو خرب بستانه؟ ولم هجر إخوانه؟ وما الذي أمات دون الوصل خلانه؟
أليس مرادنا من الدين أن نسعد في الدنيا والآخرة؟ أم هي الآخرة فحسب؟
حتى كبرنا وصرنا في هذا الأمر، وأوغلنا فيه إيغال الوحوش في البرية،
وتجشمناه أي مرتقى صعباً، وصرنا فيه كرهيف الريم بين عصابة الضباع.
فعلمنا ساعتئذ أن دين الله ليس هو بالأماني، ولم يأخذه بحقه الطاعم الكاسي، ولا الساهي والناسي.
فلابد من منابذة أهل العناد ولابد من دفع وبلاء وجهاد، فلا يبقى معها مال ولا زرع حتى تدعو المثقلة إلى حملها،
ولا يسلم لك أهل الزيغ حتى يمتلئ بعد إذ فرغ الضرع!
- د. خالد سعيد يكتب: أيها المزلزلون أنتم بنو الأرض - الأثنين _20 _مارس _2023AH 20-3-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: أبو مازن.. وأهمية الجانب الوجداني في الدعوة - السبت _18 _مارس _2023AH 18-3-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: «المنشد أبو مازن».. لمع واختفى - الخميس _16 _مارس _2023AH 16-3-2023AD