كم جَهِدَ دعاة الإسلام ومحبوه ليكون توجه الناس في أفراحهم وأتراحهم لله، وأن يكون دين الله هو المهيمن على أفكارهم وأشواقهم ومشاعرهم.
ثم إن جد حدث ولو كان رياضياً تفوقت فيه إحدى الدول العربية المسلمة، وصار هذا الأمر موحداً ومجمعاً لمشاعر ملايين العرب والمسلمين وهذا في أصله مقصد شرعي،
وراح أولئك الفرحون يستدعون بطولات الماضي وانتصاراته ومآثره؛ خرج عليهم دعاة الكآبة بـ«اسم الدين»،
وشرطة المشاعر والأفكار بدافع «تصحيح التدين»، يلومونهم ويهدرون توجههم ذاك، مثله كمثل تقليلهم واستهزائهم بسجود اللاعبين عند الفوز!
نعم لقد حولوا الكرة إلى أفيون للشعوب، ونعم تحفها مكاره وآثام، وحقاً أنها قد تستخدم لتهيبج الصراعات، وأشياء أخرى، لكنها لعب وترفيه في أصله مباح.
وعلى أي حال فهي أمر واقع مفروض رغم أنوفنا جميعاً،
ولن تجدي صيحات الشيخ محمد حسين يعقوب في وصفها بأنها لعبة الأحد عشر مجنوناً الذين يركلون قطعة من الجلد؛
في نفي حقيقة أنها لعبة جميلة وممتعة،
ولن تجدي تهويمات وتهويشات برهامي وأمثاله في التهويل من شناعة اللعبة؛
في نفي حقيقة أن قبولها أكثر من قبول فتاويه وحزبه وجماعته وفكره الفاسد ألف مرة،
فهو أيضاً يلعب لكن في ملاعب الفسدة والظلمة وبنفس قواعدهم وكراتهم الخرقاء!
حقاً ماذا تريدون!
دعوا الناس يفرحون ودعوهم يتذكرون مآثر مضت ويطمحون إلى أخرى ستأتي، ودعوهم يتوجهون بأفكارهم
ويزدهون بأفراحهم في ظلال الإسلام والشوق إلى انتصاراته وهيمنته على كل شؤون الحياة من اللعب إلى الحرب،
ولكن ما ينبغي علينا فعله هو محاولة تعديل تلك الموازين بتقليل حيز اللعب لصالح الجد في نفوس الشعوب المسلمة،
ورفع سقف الآمال والطموحات أعلى من سقوف الملاعب،
ومحاولة تحجيم المخالفات والمفاسد الملازمة أو المحتفة بهذه الفعاليات.
ولم تكن فرحة بايدن الغامرة بفوز بلاده على إيران، إلا انعكاساً لعلاقة الرياضة بالسياسة وتأثيرها في معنويات الشعوب والقادة، ولعل في تغيير موازين القوى الرياضية ما يؤشر لتغير السياسية أيضاً من يدري!
- د. خالد سعيد يكتب: بين التعدي والتعبد في الدعاء - الثلاثاء _31 _يناير _2023AH 31-1-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: التوابون - السبت _21 _يناير _2023AH 21-1-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: الحق أحب إلينا - الثلاثاء _17 _يناير _2023AH 17-1-2023AD