من شر ما ابتلينا به في هذا العصر ذِي الخسر؛ هو الربط بين تبيان الحق والإنكار على الخطأ كأصل شرعي؛ وبين سوء الأدب ومناسبة الوقت كتقدير للموقف.
وتحت هذا الغطاء كان الويل والبلاء، فكل عالم أو متعالم، أو شيخ أو قائد، لا ينبغي الرد عليه أبداً مهما حدث،
فالتأويلات جاهزة مهما كانت منافية للشرع والعقل، إلا أن تركيبها ممكن،
وإن كان الأمر مفتضح لا مخرج منه اتهم المنكر له «بسوء الأدب» مع الشيخ أو العالم أو القائد أو الفئة أو الجماعة.
فإن انتفت شبهة سوء الأدب وتصنع صاحب الرد كل صنعة لإبداء التوقير والتعظيم لـ«صاحب المصيبة»؛
اتهموه بعدم مناسبة الوقت؛ إذ كل وقت غير مناسب عند «عُباد هبل»،
فوقت الهزيمة التي تسبب فيها غير مناسب لأنه وقت حزين أسيف والرجل أعصابه خفيفة،
أو الجماعة ظروفها عصيبة وهكذا كل وقت له خصوصيته بطبيعة الحال.
وإن انكشفت كل تلك الحيل؛ قيل لصاحب النقد أو النصيحة أو الأمر أو النهي،
ومن أنت حتى تنتقد فلاناً، أو تبدي رأياً في الجماعة الفلانية،
فهو وهي عندهم هناك في منزلة عليا وفوقية، لا ينهض إليها ملك مقرب ولا نبي مرسل!
فقولوا الحق ولو انفلقت هاماتهم
- د. خالد سعيد يكتب: الصوفية السلطوية ودورها الحالي - الأربعاء _10 _أغسطس _2022AH 10-8-2022AD
- د. خالد سعيد يكتب: كيف صام اليهود عاشوراء وليس المحرم من شهورهم؟ - الثلاثاء _9 _أغسطس _2022AH 9-8-2022AD
- د. خالد سعيد يكتب: أيمن الظواهري شهيدا - الجمعة _5 _أغسطس _2022AH 5-8-2022AD