هو صوت شجي ندي، ساهم في الدعوة إلى الله بالإنشاد الديني الثوري الحزين الذي اختزل بعضاً من أبرز أشعار وكلمات رموز الدعوة الإسلامية المباركة؛ سيد قطب، إبراهيم عزت، هاشم الرفاعي، محمد إقبال وغيرهم كثر،
فارتبط تقريباً بكل منعطفات الدعوة الإسلامية في القرن العشرين،
من سقوط الخلافة إلى صعود الحركة الإسلامية بكافة أطيافها التي تمثل تناسخاتها السريعة والمباشرة.
تلك الفترة التي تلت احتلال الأرض المباركة وتشريد أهلها، ثم صعود ممالك النفط الحالكة، وانكسارات العرب أمام العدو،
ثم حرب العاشر من رمضان، ثم اغتيال السادات، وأخيراً مذبحة حماة في سوريا
والتي كان أبو مازن أحد أبنائها فارتبط صوته الأسيف بالمآساة ارتباطاً وثيقاً في حس كل من سمعوه.
كان صديقاً لكل منا صداقة وطيدة، رغم أن أحدنا لم يلقه قط، لكنه كان يعبر عنا جميعاً، ويمثل كل قضايانا ويسمعنا كلمات كل رموزنا، ويصوغ كل مشاعرنا.
إنها الكلمة حين ترسخ في النفوس فتعبر الحدود؛ إنه الصدق حين يعبر عنها قولاً بليغاً أو أنشودة حزينة أو بلاغاً أميناً أو حفظاً مكيناً،
إنها وحدة التجربة والشعور، وقضية الإسلام، والصدق في حمل أمانة الدعوة،
بحيث يجعل لصاحبه كل تلك المكانة في قلوب الناس، ولم ينشد سوى ثمان أشرطة فيها مجموعة أشعار.
وصدق من قال: «كل كلمة عاشت؛ كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي»
شكراً أبا مازن يا شذى عطر الياسمين القادم من الشام، فاليوم بحق قد تكسرت سنابل العطاء، فرحمة الله تغشاك.
- د. خالد سعيد يكتب: أيها المزلزلون أنتم بنو الأرض - الأثنين _20 _مارس _2023AH 20-3-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: أبو مازن.. وأهمية الجانب الوجداني في الدعوة - السبت _18 _مارس _2023AH 18-3-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: «المنشد أبو مازن».. لمع واختفى - الخميس _16 _مارس _2023AH 16-3-2023AD