تمر المقاومة في أرضنا المحتلة بتحدٍ حقيقي ومنعطف خطير؛ لعله الأصعب في تاريخها، فرغم تغلبها على صعاب واقعية شبه مستحيلة؛ إلا أن التحديات الأخطر كثيراً ما تأتي من الداخل.
فتعامل المقاومة الاضطراري مع أنظمة طائفية، بحيث تجد منها الدعم والمأوى؛ رغم ولغوها في دماء شعوبها بل وغيرها من الشعوب المسلمة، ومع خذلان غيرها من الدول العربية والإسلامية؛ كل ذلك قد أحدث حالة من التناقض والشروخ الحقيقية داخلها، وفي صفوف أنصارها في كافة الأقطار الإسلامية!
ومع وجود فريق متصدر داخلها بقوة السلاح والخبرة والكثافة العائلية المكدسة في مواقع مهمة، يوالي هذه الأنظمة موالاة حقيقية ضارباً عرض الحائط بكل جرائمها، وزاعماً الاستغناء عن بقية الشعوب بل والتيارات الإسلامية والوطنية الداعمة فيها، بحجة أنها لم تقدم لهم ما قدمته تلك الأنظمة المجرمة، رغم دعم تلك الشعوب منذ ما قبل قيام دولة الكيان وحتى سنوات قريبة!
يتواكب ذلك مع تهميش -أو الضغط- على الرافضين لهذا المنحنى؛ كل هذه العناصر بمجموعها قد دعم حالة القلق وربما التشقق في صفوف أنصارها العريضة!
والحل ليس في خذلان أبطال المقاومة ولا تخوينهم أو اتهامهم تماشياً مع تشنجات الغلاة الذين يقفون في صف العدو من حيث لا يريدون، ولا في إهدار كفاحهم ونضالهم وجهادهم العظيم، بل في مناصحتهم والضغط الهادئ، لكن الواضح والصريح والمعلن، مع استمرار دعمهم بكل قوة وبكل ما نقدر عليه، وعدم القبول بهذا الطارئ الذي نرجو أن يكون طفرة متنحية على جدار المقاومة سرعان ما تتعافى منه.
ولكن سيبقى العبء الأكبر على المقاومة الشجاعة؛ هو الانتصار للثوابت الشرعية؛ ثوابت الأمة والدين كما جاء به الرسول ﷺ وما دامت عليه تلك الأمة طوال تاريخها، مع أهمية الحفاظ على قوامها وتماسكها وعدم تحويل ذلك الشرخ إلى صدع عظيم يهدد مشروع المقاومة/الامة برمته.
- د. خالد سعيد يكتب: أيها المزلزلون أنتم بنو الأرض - الأثنين _20 _مارس _2023AH 20-3-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: أبو مازن.. وأهمية الجانب الوجداني في الدعوة - السبت _18 _مارس _2023AH 18-3-2023AD
- د. خالد سعيد يكتب: «المنشد أبو مازن».. لمع واختفى - الخميس _16 _مارس _2023AH 16-3-2023AD