وهناك فتح الدكتور طه حسين قلبه للناس عندما سئل:
مَا انطباعاتكم الروحية التي أحسستم بها عند قدومكم إلى هذه البلاد؟
مـا أكثر ما ألقي علي هذا السؤال، وكان جوابي دائماً واحداً، وهو أن أول ما شعرت به وما زلت أشعر به إلى الآن هو هذا الذي يجده الغريب حين يؤوب بعد غيبه طويلة جداً إلى موطن عقله وقلبه وروحه بمعنى عام.
ما إحساسكم حين تجردتم في ملابس الإحرام؟ وبماذا دعوتم الله في المسجد الحرام؟
أؤثر أن يترك الجواب على هذين السؤالين لما بين الله وبيني من حساب، وإنه لعسير، أرجو أن يجعل الله من عسره يسراً.
بصفتك عميداً للأدب العربي.. كيف تنظر إلى مؤلفاتكم؟
لست عميداً للأدب العربي أولاً، وإنما هو كلام يقال وأعتقد يقيناً وصدقاً وحقيقة، وبكل إخلاص، أنني لم أوفق في تحقيق أمنيتي كما ينبغي،
فقد قصرت في كل كتاب، ولذلك لا أوثر من مؤلفاتي شيئاً.
وماذا كان أول مؤلفاتك الإسلامية وآخرها؟
أولها كتاب «على هامش السيرة» وآخرها «مرآة الإسلام».
ما الشخصية التي استهوتك؟
أولاً رسول الله صلى الله عليه وسلم وثانياً عمر بن الخطاب، وثالثاً علي بن أبي طالب.
ما الذي تنصحون به رجال الثقافة في البلاد العربية والإسلامية؟
لا أنصح لهم، لأني أهون من ذلك، وإنما أتمنى أن يرفعوا الثقافة والأدب والعلم والفن فوق منافع الحياة المادية وأغراضها،
وأن يؤثروها على كل شيء، وأن يتخذوها غايات لا وسائل، وهم مطمئنون إلى أن الرجل المثقف أنفع لنفسه وللناس من الرجل الجاهل،
وأن العقول التي يقومها العلم ويزكيها الفن هي وحدها التي تستطيع أن تنتج، وأن تملأ الدنيا خيراً.
وأخيرا:
من المؤسف أنه لم يتوقف الكتاب والباحثون عند هذه الرحلة وأحداثها، ربما لأنه لم يسجلها في مؤلفاته،أو لأنها ظلت حبيسة بطون الصحف السعودية دون أن يجمعها أحد.
لكن، لا نعجب عندما نعلم أن أنه في كل مكان ذهب إليه طه حسين في جزيرة العرب، وجد حفاوة بالغة، وترحيباً حاراً..
فقد كانت شهرته ملأت الآفاق، وانتشرت آراؤه ومؤلفاته في كل مكان.
اقرأ أيضًا
د. أحمد زكريا يكتب: رحلة طه حسين إلى الحج (2)
د. أحمد زكريا يكتب: رحلة طه حسين إلى الحج (1)
- د. أحمد زكريا يكتب: كيف تكون مسلما «كيوت»؟! - الأثنين _15 _أغسطس _2022AH 15-8-2022AD
- د. أحمد زكريا يكتب: المدافعون عن الشواذ وأخلاق الخنازير!! - الأربعاء _3 _أغسطس _2022AH 3-8-2022AD
- د. أحمد زكريا يكتب: فض الاشتباك بين الوطنية وحب الوطن! - الأثنين _25 _يوليو _2022AH 25-7-2022AD