هنا يدخل المرء صفر الروح ويخرج وقد امتلأ روحانية، يدخل هزيل النفس ويخرج بنفس كبيرة نشطة قوية، يدخل وقد أشقته متاعب الحياة وتيه المادة وغبش الاختلاط بالناس،
ويخرج وقد تجددت حياته بالأنس بلحظات القرب ركوعا وسجودا،
إنها بيوت الله ومصانع الرجال، إنها المساجد المعمورة، ولعل هذا من أسرار البداءة به بعد الهجرة النبوية مباشرة.
ومن محاسن الصلاة في جماعة المسجد أنها تطلعك على معاني إيمانية تحرك همتك لا يمكن الاطلاع عليها إلا هناك،
فترى عاملا بسيطا أحرص منك على الصف الأول، وشيخا كبيرا طاعنا لا يفارق المصحف، وصبيا صغيرا خاشعا،
وآخر هناك متبتلا في دعائه، هناك تسمع دعوة من ساجد في سجوده بجوارك، وترى دمعة في عين تائب يخفيها عمن حوله،
وغيره وغيْره الكثير مما لا تراه إلا في المساجد وأعظم ذلك كله ما تراه في صلاة الفجر حيث لا يقوم إليها في الغالب إلا الأصفياء.
ثم تشاهد أولئك المحرومين المتأخرين عن تكبيرة الإحرام تراهم يتمون صلاتهم في الصفوف المتأخرة بعد سلام الإمام.
لكنه في النهاية ركب الصالحين.
فاللهم لا تحرمنا من ارتياد بيوتك وعمارتها.
- د. أحمد زايد يكتب: في قضية الترحم على الكفار - الأربعاء _25 _مايو _2022AH 25-5-2022AD
- د. أحمد زايد يكتب: ظاهرتان وجبت فيهما النصيحة - الأربعاء _18 _مايو _2022AH 18-5-2022AD
- د. أحمد زايد يكتب: في فقه المختلف فيه في الإسلام - الجمعة _13 _مايو _2022AH 13-5-2022AD