نصيحة إلى الآباء قولوا كلاما معقولا، فالدين المغلوط لا يخلق إيمانا بل إلحادا-
فرضت الكنيسة على أتباعها في العصور الوسطى (الديانة المسيحية) في صورتها الوثنية المحرفة،
ولم تكن العقول تستوعب تناقضات المسيحية اللامعقولة،
وكان الجميع يسكت كبتا وقهرا وخوفا، حتى إن توما الإكويني وهو من كبار علماء المسيحية كان يرفع شعار (آمن ثم تَعقَّل)،
فإذا آمن المسيحي بدون تفكير، ثم جاء ليتعقل قالوا له: «لا تفكر»، وإلا خرجت من الإيمان فتحل عليك عقوبات الحرمان والطرد.
فنتجت عن هذه الانحرافات الكنسية التي تمت باسم الدين كافة الفلسفات الإلحادية المعادية للدين والتي يعاني منها العالم حتى يومنا هذا.
وأحب أن أقول:
يتعرض الآباء لأسئلة أطفالهم كثيرا، وقد يحلو لبعض الآباء المسلمين تلقين صغاره بعض المفاهيم الدينية وبخاصة العقدية عند الجواب عن هذه التساؤلات،
لكن بعض الآباء لضعف علمهم يلقنون الصغار معاني غير معقولة وغير صحيحة، الغرض منها إسكات الطفل أو الرد لمجرد الرد،
ناسين أن ما يقولونه دون تدقيق، بنية صالحة قد ينقلب إلحادا وشكا ولو بعد حين.
وعندي في ذلك قصص ومواقف كثيرة أعرفها، تحول الأطفال بسببها إلى متشككين أو ملحدين،
كان آخرها هذا الموقف الظريف لأحد المتفلسفة الشيعة -وهو معاصر-
و هو أقرب إلى الإلحاد اليوم، يريد أن يحاكم كل شيء إلي العقل حتى (الإله)، حاشا لله، وينادي بالعقلانية الإلحادية.
هذا المتفلسف العراقي يحكي سبب ميله إلى العقلانية الملحدة، وذكر أنه جواب من أبيه على سؤال له، يقول:
رأيت يوما الديك أو الدجاجة تشرب، وترفع منقارها إلى أعلى – كما هي طريقة الدجاج والعصافير في الشرب-
فقلت لأبي وأنا صغير: لماذا يفعل الديك أو الدجاجة عندما يشرب؟. فقال الأب: إنه يفعل ذلك شكرا لله على كل قطرة ماء.
قال فبادرته بسؤال ثاني مترتب على جوابه هذا: إذا بقية الحيوانات لماذا لا تشكر الله عند الشرب؟ كما تشكر الدجاجة والعصفورة
فلم يستطع الأب الخروج من ورطته.
نما هذا الموقف البسيط في نفس هذا الطفل الذي تلقى جوابا غير معقول،
وبدأ يبحث عن اللامعقولات في كلام الوعاظ والمشايخ -الشيعة طبعا-
فوجد جل كلامهم ورواياتهم خرافات وأساطير ولا معقولات فألحد الرجل بسبب كم اللامعقولات في الخطاب الديني، وله عشرات المحاضرات يبث فيها هجومه على الدين بل على الأديان.
فنصيحتي للآباء أن يطلعوا ويجيبوا أجوبة معقولة أو يسألوا قبل أن يجيبوا.
- د. أحمد زايد يكتب: عمارة الكون - السبت _25 _يونيو _2022AH 25-6-2022AD
- د. أحمد زايد يكتب: أخطاء منهجية في تعامل المسلم مع الشبهات - الأحد _12 _يونيو _2022AH 12-6-2022AD
- د. أحمد زايد يكتب: أيها الآباء قولوا كلاما معقولا - الأحد _29 _مايو _2022AH 29-5-2022AD