- د. أبو يعرب المرزوقي يكتب: عقد الثورة الأول.. دلالة ذروته وصلا بين البداية والغاية - الأحد _20 _ديسمبر _2020AH 20-12-2020AD
- د. أبو يعرب المرزوقي يكتب: ماكرون والهروب من أزمة العلمانية اليعقوبية - الأربعاء _7 _أكتوبر _2020AH 7-10-2020AD
- د. أبو يعرب المرزوقي يكتب: يوميات الشاهد التاريخي الـ«كرونيكور» - الثلاثاء _29 _سبتمبر _2020AH 29-9-2020AD
💠 كما سبق أن أعلنت لم أعد أشعر بحاجة للكلام في بلحة. فقد عفت الكلام في فضائحه. إنما الكلام في من لم يزل يصدقه في ما ▪️يقول ▪️أو يفعل ، متوهما أن قصوده فاضلة وهو قد صار عندي لا يستطيع غير ترذيل غيره لأنه ليس له أي أمر ايجابي يقدمه غير مشروعه الساعي لتهديم مؤسسات الدولة كلها.
💠 فمن اختاروه لهذه المهمة كانوا على علم بأنه سيكون جرافتهم للقضاء على آخر معاقل الثورة الذي يحاول المحافظة عليها سلمية.
💠 بدأ بمحاولة تمرير مشروعه بالشعبويات ففلشت عملية تكوين المليشيات أو اللجان الشعبية أو بصورة أصح الحشد الشعبي.
💠 مر إلى محاولة توريط جهازي الحماية أي ▪️الجيش ▪️والداخلية، فصار يعرض بضاعته التي لا تتجاوز ترذيل مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسة التي هي قاعدة النظام الحالي أعني البرلمان ففشل لأن الجيش محصن وقادته لهم ثقافة حديثة وما أظن أحدا منهم -لولا تربيتهم- لمات ضحكا خلال لقائه بهم لما يسمعه يتفاقه بحماقات قذافية.
💠 وفي الأثناء مر بحلف خفي مع بقايا نظام ابن علي ممثلة ▪️في فتات السبسي ▪️ثم في فتات اليسار وأصحاب البراميل وأصحاب البسكلات، والبعض ممن حرموا من مزايا نالوها في ديوان المرزوقي ليستحوذ على المؤسسة الثانية بعد البرلمان أعني رئاسة الحكومة.
فكانت نكتبه الأولى التي جناها على نفسه: عين الفخفاخ الذي لا أحتاج لوصفه لأن القضاء هو الذي ▪️سيصفه ▪️و«يجازيه» ولن تنفعه ▪️لا حماية كذاب الدولة القوية والعادلة ▪️ولا خاصة صاحب «الشعب يريد» أن يفوض الحمقى للكلام باسمه .
💠 تحيل فكذب «جهارا نهارا» وادعى أن الفخفاخ استقال حتى يوقف مفعول سحب الثقة منه ويحافظ على تعيين رئيس الحكومة وجعله وزيرا أولا.
فكانت نكبته الثانية التي جناها على نفسه لأن المشيشي «طلع راجل» موش «نعجة» مثل سابقه الذي تفاجأ بقصة الاستقالة و«بلع الصريمة بدمها» حافظ المشيشي على استقلاله دون الذهاب إلى القطيعة التي يعلم أنها آتية بطبعها لا محالة.
💠 وافترض أنه واع بكذلك لعلتين: 1️⃣- أولا لأن له حس المحافظة على وحدة مؤسسات الدولة.
فلم يرد أن يكون البادئ لئلا يتحمل مسؤولية صراع آخر بعد صراع المجلس الذي ضيع الكثير من الفرص على تونس.
وانتهى بهزيمة بلحة النكراء ومعه جرافته عبير والبراميل والبسكلات وكل الطبالين الذين صارت أحلامهم أضغاثا.
2️⃣- لأنه يتوقع أن القطيعة ستأتي حتما عن طريقه هو بمثل هذه الخطيئة التي وقعت خلال “تعليقه الوقح” والعلني على اختياره مستشاريه. واعتقد أن المشيشي اختار من اختار بقصد. اختار من يوطد ما بدأ يشعر به من فقدان سعيد تأييد من كانوا يريدون استعماله ▪️ضد المجلس عامة ▪️وضد الإسلاميين خاصة. لتنبيههم بأنه يستثنيهم في حربه على مؤسسات الدولة 💠 فلا أحد يجهل أن الثورة العربية المضادة بفرعيها ▪️التابع لإسرائيل من الخليج ▪️والتابع لإيران من الهلال ومعهم فرنسا إذ ماكرون يلعب على الحبلين ويحاول المصالحة بين ▪️الصفوية ▪️والصهيونية.
جميعهم يخوضون الحرب ▪️على الثورة عامة ▪️وعلى الإسلاميين خاصة ▪️وعلى الإسلام بصورة أخص لكنهم بعد تجريبه بدأوا يعتبرونه غير مفيد وفاشل.
والدليل كتابات بعض رموزهم فيه رغم كونهم من ألد أعداء الإسلام السياسي. وما أظن المشيشي يغيب عنه ملاحظة ذلك. ولعله يملك معلومات أكثر من هذه القرينة التي هي عندي من القرائن التي لا يمكن أن تكون محض صدفة. فنص الرديسي دليل لا يكذب على يأس موظفي بلحة منه.
💠 وبهذا المعنى فاختيار المشيشي للمستشارين دون أن يجهل ما يتهمون به لابد أن يكون له ▪️أساس قانوني حتى لا يبقي وجاهة للمحتجين عليه ▪️وغاية سياسية ستضعف خصومه الرئيس وبلاطه وطباليه وقد سبق فعبرت عن موقفي من التعيين منذ سماعي بتعيينه المستشارين اعتمادا على حجة فنية تتعلق بدلالة الخبرة الجامدة إذا فصلت عن تطور العلم.
لم أتكلم في إشكالية «الذمة» السياسية التي اعتقد أنها من دون الأساس القانوني السابق أي المصالحة لقلب صفحة الماضي كان رئيس حكومة سيكون عاجزا عن استعمال جيل كامل من كفاءات الدولة لأن الجميع تقريبا كان خاضعا لطغيان ابن علي.
💠 كنت اكتفي بمعيار وحيد اعتبره 🔹أساس المصالحة 🔹ومعيار التمييز بين ▪️المشاركة السلبية
أو عدم مقاومة نظام ابن علي ▪️والمشاركة الإيجابية أو الانتفاع من نظام ابن علي مقاومة ما كان يجري من ▪️استبداد وفساد ▪️أو الاستفادة منهما.
ذلك أن المشاركة السلبية تشمل جل الجيل من نهاية عهد بورقيبة إلى نهاية عهد ابن علي.
ومعيار التمييز بين: ▪️من قاوم كان من المضطهدين ▪️ومن استفاد فصار من ذوي الثراء لأنهم توابع المافيات.
💠 والمعيار يتحدد بالجواب عن السؤال: 🔹هل هذا الخضوع كان بمقابل جعل أصحابه ينهبون الدولة مثل ابن علي ومافياته؟ 🔹أم يعاب عليهم أنهم سكتوا عنه ولم يقاوموه فيكون ذلك محاكمة لجيل كامل ممن خدم الدولة دون تمييز بين ▪️من شارك في النهب ▪️ومن لم يقاومه دون أن يستفيد منه؟
💠 ثم إني كنت أشك في حسن نية المتكلمين على الفساد مثل عبو وتوابعه ممن يحاول استثناء كل كفاءات الماضي بهذا المعيار.
ثم تجدهم يتعاملون مع الاتحادين -الأعراف والعمال- ويعتبرانهما شريكين في كل أعمال الدولة رغم العلم بأنهم كانوا شركاء فعليين لمافيات ابن علي ▪️وليس مشاركة تابعة ▪️بل مشاركة أصحاب تقاسم المنفعة.
1️⃣- وإذن فالأساس القانوني هو «قلب صفحة الماضي» ▪️الذي حصل في عهد السبسي ▪️والذي عليه احترامه بمقتضى قانون تواصل الدولة فيكون من واجبه اعتباره الاساس الذي يبنى عليه موقفه.
فالرجلان المعينان مستشارين مهما قيل فيهما ▪️شملهما ما سمي بالمصالحة التي أشرف عليها السبسي ▪️وليس فيهما حكم قضائي بعد وشهادة من يبحث عمن يشبهون جيفارا مقدوحة لأنه ابعد الناس عن الشبه به بدليل طعن المرزوقي حين الضراء بعد الانتفاع حين السراء.
2️⃣- لكني لا أعتقد أن المشيشي اكتفى بهذا الأساس. فلخياره غاية سياسية أظنها تتعلق باستراتيجية الحسم مع بلحة. فقد فرض عليه تعميق الهوة ▪️بينه ▪️وبين «مستعمليه» لتخريب الانتقال الديمقراطي الذين بدأوا ييأسون منه.
وكم كنت أتمنى لو حضر افتتاح جلسة الجمعية العامة في أمريكا. لكان «الكب» على الكتفين قد تعزز بأسوأ منه. فلو تم ذلك لرأينا صحة نبوءة من قال بعد نجاحه في الانتخابات سيقبل أحذيتنا مثل كل حكام العرب.. لعل المشيشي قد أراد أن يفرض عليه الوقوع في فخ العودة إلى ما قبل المصالحة وهو ما حصل.
واتهام الجميع وهو ما حصل بنفس الحجة التي يعلم كلنا أنها حجة من جنس الحق الذي يراد به الباطل. لأنها لو طبقت لكان هو أول المشمولين بها لأنه كان من خدم ابن علي إيجابا وليس سلبا
أي إنه كان ▪️من المستفيدين من نظامه ▪️وليس من الساكتين عنه فحسب.
💠 وكان دون شك يقدر أن شعبويته ستجعله يتوهم أن الكلام على كل الجيل الماضي سيكون الضربة القاضية ضد المشيشي ظنه حجة ستكمل على «مرمته». لكن ما حصل فعلا هو العكس تماما.
فقد وقع في الفخ أو سقط في الجب الذي حفره ضعفين:
1️⃣- لأنه تدخل في ما لا يعنيه بصورة لا يمكن اخفاؤها:
فهذا ▪️من مشمولات رئيس الحكومة أولا ▪️ومن مشمولات القضاء ثانيا وكلاهما سلطة مستقلة عنه تمام الاستقلال. ▪️لأن رئيس الحكومة لا يخضع إلا لسلطة المجلس ▪️ولأن القضاء لا يخضع إلا لسلطة القانون.
2️⃣- لأنه أسس موقفه بنفس التهور الدال على الحمق: فهو لم يكتف بالكلام على الشخصين بحج وجيهة بل كلامه ترديد ثرثرات فايسبوكية. ثم هو عمم فاعتبر كل الجيل السابق متهما وينبغي استبعاده مضمرا أن ذلك هو معنى «الشعب يريد».
ولم يدر في اندفاعه الذي جعله يتصور أنه قد وجد فرصة الضربة القاضية ضد المشيشي، أنه أول المعنيين بهذا الحكم السخيف: فهو من خدم ابن علي مباشرة وبتوسط مجلس شهود الزور في عهده. وهو خارج معيار المصالحة لأنه كان مستفيدا من هذه الخدمة.
▪️مهنيا نال ما لا يستحق. ▪️واجتماعيا اعتبر من ذوي الجاه. ▪️وسياسيا عين في الكثير من المهام في مؤسسات دولية ليس له أهلية المشاركة فيها لكون منزلته العلمية هزيلة. ▪️فضلا عن حصوله على أجره كاملا وهو لا يستحق إلا ثلثه لأنه لم يقدم أي بحث علمي في حياته.
💠 والآن أمر إلى ما دفعني للكتابة في الموضوع لأني كما أسلفت اعتبرت بلحة غنيا عمن يفضحه. فهو أكبر فاضح لنفسه.
1️⃣- «كبه» على كتفي ماكرون كاف.
كذبة قراءة ما قرأ ماكرون كافية لان ماكرون لا بد أن يكون قد قرأ هيجل بالألمانية
لأنه موضوع أطروحته في الفلسفة.
وبلحة بالكاد يعرف ▪️العربية: رغم التفاصح الدال على عكسه. ▪️والفرنسية: رغم ادعائه -ككل بوتي ناجر- أنه مثقف فرنكوفيلي يحب فكر ماكرون رغم أنه صهيوني وصليبي في الدم.
2️⃣- كذبة التطبيع كافية إذ حصل ما تنبأ به أحد الصهاينة من لعق الأحذية بعد الانتخابات.
3️⃣- تعيين الفخفاخ وحمايته كافيان. كذبة استقالة الفخفاخ كافية مواصلة حماية الفخفاخ كافية
4️⃣- التعاون مع الشاهد كاف.
5️⃣- اعتماده على البراميل والبسكلات كاف.
6️⃣- سكوته عن الوردانين كاف.
7️⃣- سكوته عن قصور اسبانيا كاف.
8️⃣- حلفه الخفي مع عبير كاف
9️⃣- وكذبة الأكاذيب كلها أي ادعاؤه العلم بالقانون الدستوري وهو لم يكتب فيه حرفا يقبل التقييم العلمي ومن لم نسمع له ذكرا بين أهل الاختصاص لا محليا ولا إقليميا ولا خاصة دوليا.
🔟- ويترتب عليها كذبة النظافة التي صدعوا آذان المواطنين بها فمن يحصل على أجر كامل على عمل لم ينجز إلا ثلثه يسمى سارقا للثلثين الآخرين: وهي جريمة بخلاف التخلف عن دفع الضرائب فهذه مشكلة تعالج بالصلح مع إدارتها.
ولو حسبنا ذلك لتبين أنه كما أسلفت أكثر فسادا ممن اتهموه بكون «موسخا» فهو أوسخ منه.
💠 ومع ذلك تجد من استحسن فعلة الامس عندما «وبخ» بلحة المشيشي ونشر ذلك. فكان في الحقيقة قد اعترف أمام الجميع أنه أعلن الحرب على الرجل وأرادها فضيحة بجلاجلها.
💠 ولست في باب النصح لكن هذه فرصة المشيشي لإلزامه حده والقيام بكل ما ينبغي لا لقطع الطريق على ما أتوقعه من مراحل المعركة القادمة. فهو ينوي إفساد عمل الحكومة بتحريك دُماه الذين عينهم فيها. والفرصة سانحة للبدء في التخلص منهم حتى يستطيع القيام بمهامه تحت رقابة من أعطوه الثقة.
💠 وختاما
▪️أما الكتبة من الطامعين الذين عيل صبرهم في انتظار الحصول على ما كان لهم في عهد المرزوقي. ▪️وأما الكتبة العقائديين من توابع فرعي الثورة المضادة ▪️وأما الكتبة من أعداء الإسلام السياسي ▪️وأما الكتبة من جماعة الأطهار والروحانيين 🔹أما كل هؤلاء فهم «على مراد الله». هم مأساة النخب العربية الذين مشكلهم الوحيد انهم عبيد العجل: ▪️بريق معدنه ▪️وضلال خواره.