- التحرش بين الدين والواقع - السبت _11 _يوليو _2020AH 11-7-2020AD
- طارق فكري يكتب: المشترك الإنساني في مقاصد الشريعة - السبت _3 _أغسطس _2019AH 3-8-2019AD
- المشهد السوداني بين الانقلاب والثورة - الجمعة _12 _أبريل _2019AH 12-4-2019AD
– إرهاب أسود وشبح قاتل أحاط بنا كأنه غمامة سوداء منعت عنا النور ونشرت حولنا الظلام.. فاستباحت دمائنا في المساجد والكنائس، فخَلَّفت دماء مهدرة تبحث عمن أهدرها فهي ضائعة بين دواعش وموساد لم يمتلكا قبساً من رحمة أو هدياً من إنسانية، فدواعش زاغوا عن هدي القرآن، وموساد ضلوا وأضلوا بنصوص التلمود.
– دماءنا في مساجدنا حملت إلينا رسالة أن من أهدرها في الكنائس لن يترفع أن يهدرها في المساجد، وكلاهما يحملنا رسالة واحدة أن من أهدر بنيان الرب وهو الإنسان لن تمنعه بنايات قدسية ولا محاريب عبادية أن يقتل هذا الإنسان.
فهل نبحث يوما عن معنى الإنسان ؟
فهل نرحم يوما روحا الإنسان جسد الإنسان ؟
– ما أعظمك يارسول الله حين قمت لجنازة مرت فقال لك أصحابك إنه يهودي يا رسول الله قلت أنت بأبي وأمي يارسول الله : أليست نفسا. فما أعظمك وما أرحمك بنفس إنسان فقد الروح وفارق الحياة.
– قتلوا أنفسا مُسالمة سَلَّمَة نفسها بين يدي الله مُصلية ساجدة وراكعة فصعدت أرواحهم تشتكي قاتليها بأي ذنب قتلت.
– وسط هذا الدخن العظيم المتصاعد من خلافاتنا السياسية ومع هذا الوحل من الفهم المغلوط لنصوص شرعنا الحنيف عند البعض ومع أثرة الحكام واستبدادهم بالحكم حدث الهرج وكثر القتل واستغل أعداء الأمة هذا المشهد الفوضوي العبثي ليحولوه واقعا دمويا في حياتنا فلا سَلُم أطفال اليمن ولا سوريا ولا العراق ولا ليبيا ولا مصر وسالت دماءنا بلا ثمن فلا هي قُدمت لنصرة القدس واسترداد الأرض المحتلة، ولا هي محفوظة تتعلم القرآن في زوايا وتسعى في الأرض لتجني رزقها فلا أدركت الفضيل ولا بلغت بن المبارك، فأين الطريق ؟
أين الطريق.. فلا الشيخ بن لادن أقام دولته،ولا الإخوان حافظوا عليها.. فلماذا ؟
– إن منهجية بن لادن في التصدي لأمريكا وجعلها الهدف الأول والعدو الأكبر كان سببا رئيسيا في الإطاحة بدولة طالبان وتكليفهم مزيدا من القتل، كما أن إعلان شباب الصومال ٱانضمامهم للقاعدة كان سببا في دخول أمريكا الصومال وقتلها الكثير من الشباب حتى يومنا هذا، وكون الشيخ جبهة ذات كيان لمحاربة الأمريكان واليهود، فأصبحت القاعدة عند أمريكا هي العدو الأول وكلما دبت أقدام القاعدة في بلد أشعلت فيها أمريكا حربا ضروسا أضاعت بحجتها ثورات شعوب لم تبغ إلا الحرية والمثال سوريا والعراق.
– كما لم ينجح الإخوان لأخطاء سياسية غفلوا عنها أهمها أنهم أهملوا ملف العلاقات الدولية والإقليمية، وكانت لهم عدة رسائل مقلقة للغرب، فهذه إيران عادت أمريكا سنوات ولم تسقط لأنها أجادت التعامل مع الملف الروسي والصيني كتحالف قوي لها، وكذلك قطر والأزمة الخليجية.
– هبت أمواج الإرهاب عواصف تقتلع أحلام الحرية تقتلع الديمقراطية تبعث روح الأمل عند كل ديكتاتور تلاشت إمبراطوريته أو كادت تحت أصوات هادرة تبغي الحرية وفكاكا من العبودية.
– المستفيد من الإرهاب وعداء الغرب لأهل السنة حاكم مستبد وصهيوني مستعمر وشيعة قد توغلوا في بلادنا العربية والإسلامية في غفلة منا وانشغالنا بصراعاتنا وتغافل غربي للشيعة فهم البديل في نظرهم عند توسع الأصوليين وتساقط الممالك المستبدة الحاكمة باسم الغرب.
– العالم العربي ينهار أو يكاد فلا يغرنكم استقرارا مثله كمثل الجالس في سكون فوق لوح خشبي على الماء يعقبه موج هادر يقلب ويقتلع كل شيء،فمهما أخذتم من تدابير قمعية استبدادية؛ فلا حل إلا أن تتصالحوا (الأنظمة العربية والإسلامية) مع شعوبكم لتقفوا جميعا أمام هذا الإرهاب الأسود المدعوم في الخفاء من الصهيونية والشيعة الإيرانية، وٱطلقوا أيادي الدعاة المعتدلين لا المبدبلجين لصالحكم وابعثوا الروح في الحياة السياسية بمزيد من الحريات لنربي جيلا محصناً فكريا من هذا الإرهاب الأسود.
سلام على شهداءنا أجمعين